وَفِي سنة خمس وَسِتِّينَ جهز الإِمَام إِسْمَاعِيل ابْن أَخِيه الإِمَام أَحْمد بن الْحسن على حَضرمَوْت ونواحيها لكَوْنهم لم يخطبوا لَهُ فَالتقى هُوَ والأمير حُسَيْن الرصاص لكَون بَلَده أقرب الْبلدَانِ إِلَى دولة الإِمَام إِسْمَاعِيل وَحصل مِنْهُم قتال فَلَمَّا عجز الإِمَام أَحْمد بن الْحسن أرسل إِلَى قَبيلَة يافع وهم قبائل كَثِيرُونَ بالأموال خُفْيَة وَطلب مِنْهُم أَن يَكُونُوا مَعَه على الرصاص وَوَعدهمْ بأَشْيَاء كَثِيرَة فاغتروا بِكَلَامِهِ وتجهزوا على الرصاص وأتوه على غرَّة وَبَقِي الرصاص بَين الإِمَام أَحْمد وَبَين قبائل يافع فأبلى بلَاء شَدِيدا حَتَّى قتل شَهِيدا وَتَوَلَّى أَخُوهُ وَأرْسل أَحْمد بن الْحسن يرهبه ويرغبه وَالْتزم لَهُ بِجَمِيعِ مَا يَطْلُبهُ فَطلب أَشْيَاء كَثِيرَة فوفي لَهُ الإِمَام أَحْمد بهَا وَملك الْبِلَاد وقبيلة الرصاص مَشْهُورَة بالشجاعة وَالْكَرم والصدق وَلذَلِك كَانُوا مجللين محترمين وَاسْتولى الزيدية على غَالب حَضرمَوْت ثمَّ فِي سنة سبعين استولى على حَضرمَوْت كلهَا وَأمرهمْ أَن يزِيدُوا فِي الْأَذَان حَيّ على خير الْعَمَل وَترك الترضي عَن الشَّيْخَيْنِ وَمنع الدفوف واليراع فِي راتب السقاف وانتهت دولة آل كثير من تِلْكَ الديار وَقد انْتهى صعُود شرف آل كثير بالسلطان عبد الله بن عمر وَفِي الْمثل إِذْ تمّ شَيْء بَدَأَ نَقصه فَإِنَّهُ لما خلع نَفسه لعبادة ربه عَن الْملك الفاني وَصَارَ إِبْرَاهِيم بن أدهم ثَانِي وَتَوَلَّى أَخُوهُ بدر الدّين بن عمر وَفِي آخر دولته ظلم وطغى فهجم عَلَيْهِ ابْن أَخِيه بدر الدّين بن عبد الله وحبسه فدانت لَهُ الْعباد وعمرت بِهِ الْبِلَاد إِلَى أَن ظلم بالعدوان وصادر السَّادة والأعيان ففوقوا إِلَيْهِ سِهَام الدُّعَاء فَقدر الله أَن كتب عَمه الْمَحْبُوس بدر بن عمر وَهُوَ بِالْحَبْسِ إِلَى الإِمَام إِسْمَاعِيل وهون لَهُ أَمر حَضرمَوْت فَكتب الإِمَام إِسْمَاعِيل إِلَى السُّلْطَان بدر بن عبد الله بِإِخْرَاج عَمه بدر بن عمر من الْحَبْس فَأخْرجهُ ثمَّ اتَّصل بِالْإِمَامِ وَطلب مِنْهُ التَّجْهِيز على حَضرمَوْت وتكفل لَهُ بأَشْيَاء وساعده على ذَلِك الشَّيْخ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن العمودي شيخ العموديين وَكَانَ وَالِده على أَكثر وَادي دوعن فكاتبوا مَشَايِخ الْعَرَب وَأَرْسلُوا لَهُم بالأموال وَصَارَ إِلَيْهِ أَحْمد بن الْحسن فَلَمَّا التقى الجيشان انْكَسَرَ جَيش السُّلْطَان بدر وَلم يُقَاتل مَعَه إِلَّا خواصه ثمَّ انهزم منكسراً وَولى مُدبرا إِلَى جبل أَخْوَاله فَطلب الْأمان لنَفسِهِ فَأعْطِيه وَلما لم يطب لِأَحْمَد بن الْحسن الْمقَام بحضرموت أَقَامَ