الْمَلَائِكَة لَا تَخَافُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ} فصلت ٣٠ وَهَذَا القَوْل إِنَّمَا يُقَال لَهُم عِنْد المعاينة وَلَيْسَ إِذْ ذَاك أَمر بِطَاعَة لَا نهي عَن مَعْصِيّة فانتبه للصَّوَاب أَيهَا العَبْد الْمُوفق الْمَأْمُور بتدبر كتاب الله تَعَالَى لقَوْله {إِذْ يَقُول لصَاحبه لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} التَّوْبَة ٤٠ كَيفَ كَانَ مَعَهُمَا بِالْمَعْنَى وباللفظ أما الْمَعْنى فَكَانَ مَعَهُمَا بالنصر والإرشاد وَالْهِدَايَة وَأما اللَّفْظ فَإِن اسْم الله تَعَالَى كَانَ يذكر إِذا ذكر رَسُوله وَإِذا دعى فَقيل يَا رَسُول الله أَو فعل رَسُول الله ثمَّ كَانَ لصَاحبه أبي بكر كَذَلِك يُقَال يَا خَليفَة رَسُول الله وَفعل خَليفَة رَسُول الله فَكَانَ يذكر مَعَ ذكرهمَا بالرسالة والخلافة ثمَّ ارْتَفع ذَلِك فَلم يكن لأحد من الْخُلَفَاء وَلَا يكون انْتهى مَا قَالَه السُّهيْلي فِي الرَّوْض قلت قَوْله ثمَّ ارْتَفع ذَلِك صَحِيح لِأَنَّهُ لما ولي عمر رَضِي الله عَنهُ استثقل دعاؤه يَا خَليفَة خَليفَة رَسُول الله حَتَّى جَاءَ أَعْرَابِي فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فاستمرت تِلْكَ عَلَيْهِ وعَلى الْخُلَفَاء بعده إِلَى آخر الدَّهْر وَأما قَوْله وَلَا يكون فِيهِ نظر إِذْ كَانَ يَصح فِي عمر وَعُثْمَان وعَلى ذَلِك الْمَعْنى لَو قيل لكنه ترك لما ذكر من الاستثقال والاكتفاء بامير الْمُؤمنِينَ وَالله أعلم وَحكى الْوَاقِدِيّ إِن رَسُول الله
لما دخل الْغَار دَعَا شَجَرَة كَانَت أَمَام الْغَار فَأَقْبَلت حَتَّى وقفت عِنْد فَم الْغَار فحجبت أعين الْكفَّار قَالَ السُّهيْلي وَذكر قَاسم ابْن ثَابت فِي الدَّلَائِل فِيمَا شرح من الحَدِيث إِن رَسُول الله
لما دخل الْغَار أنبت الله على بَابه الرَّاء قَالَ عَاصِم قَالَ ابْن ثَابت وَهِي شَجَرَة مَعْرُوفَة من أعلاث الشّجر تكون مثل قامة الْإِنْسَان وَلها خيطان وزهر أَبيض تحشى مِنْهُ المخاد فَيكون كالريش لخفته وَلينه وَأخرج الْبَزَّار أَن الله أَمر العنكبوت فَنسجَتْ على وَجه الرَّاء وَأرْسل حَمَامَتَيْنِ فوقفتا وباضتا فِي أَسْفَل النقب وَإِن ذَلِك مِمَّا صد الْمُشْركين وَأَن حمام الْحرم من نسل تينك الحمامتين وَفِي الْمَوَاهِب اللدنية أخرج أَبُو نعيم فِي الحَدِيث عَن عَطاء بن ميسرَة قَالَ نسجت العنكبوت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute