كَنَظِيرِهِ فِي التَّخَلُّف عَن الصَّلَاة الْوَاجِبَة قُلْنَا الْجمع يُمكن بِأَن يكون سَبَب الِامْتِنَاع عَن الْبيعَة وتخلفه أَولا مَا ذكره من قَوْله كُنَّا نظن ثمَّ خطر لَهُ كرم الله وَجهه جمع الْقرَان وَهُوَ فِي مهلة النّظر الْمُتَقَدّم ذكره فآلى تِلْكَ الألية ثمَّ أرسل إِلَى أبي بكر ثمَّ لقِيه عمر فَقَالَ لَهُ تخلفت عَن بيعَة أبي بكر فَقَالَ إِنِّي آلَيْت ... إِلَى آخِره ووافى ذَلِك ظُهُور أحقية أبي بكر عِنْده فَأرْسل إِلَيْهِ معتذرَاً فِي التَّخَلُّف وَاقْتضى نظره لَهُ إِذْ ذَاك أَن هَذَا الْقدر كَاف فِي الطواعية والانقياد وَالدُّخُول فِيمَا دخل فِيهِ الْجَمَاعَة فَلم ير الْحِنْث مَعَ الْبيعَة خشيَة أَن ينْقل عَنهُ وينقسم نظره عِنْد مُلَابسَة النَّاس ومخالطتهم فَأَقَامَ إِظْهَار عذره مقَام حُضُوره إِلَّا أَنه رأى الْيَمين عذرا وَلَا أَنه بَقِي على مَا كَانَ عَلَيْهِ من رُؤْيَة أحقيته كَذَا فِي الرياض رِسَالَة أبي بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَاتِّبَاع سيدنَا عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِلَى سيدنَا عَليّ كرم الله وَجهه مَعَ سيدنَا أبي عُبَيْدَة عَامر بن الْجراح رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَجَوَاب سيدنَا عَليّ كرم الله وَجهه عَن ذَلِك ومبايعته لأبي بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم أَجْمَعِينَ عَن أبي حَيَّان عَليّ بن مُحَمَّد التوحيدي الْبَغْدَادِيّ قَالَ سمرنا لَيْلَة عِنْد القَاضِي أبي حَامِد أَحْمد بن بشر المروروزي العامري فِي دَار أبي حبشان فِي شَارِع المازبان فتصرف إِلَى الحَدِيث كل متصرف وَكَانَ أَبُو حَامِد وَالله مفنَاً مِخْلطاً مزيلاً معنياً غزير الرِّوَايَة لطيف الدِّرَايَة لَهُ فِي كل جو متنفس وَمن كل نَار مقتبس فَجرى حَدِيث السَّقِيفَة وشأن الْخلَافَة فَركب كل منا متْنا وَقَالَ قولا وَعرض بِشَيْء وَنزع إِلَى فن فَقَالَ هَل فِيكُم من يحفظ رِسَالَة سيدنَا أبي بكر الصّديق إِلَى سيدنَا عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَجَوَاب عَليّ لَهُ ومبايعته إِيَّاه عقب تِلْكَ المناظرة فَقَالَت الْجَمَاعَة الَّتِي بَين يَدَيْهِ لَا وَالله قَالَ هِيَ من بَنَات الحقاق ومخبآت الصناديق فِي الخزائن ومذ حَفظتهَا مَا رويتها إِلَّا للمهلبي أبي مُحَمَّد فِي وزارته وكتبها عني بعده فِي خلْوَة وَقَالَ لَا أعرف على وَجه الأَرْض رِسَالَة أَعقل مِنْهَا وَلَا أبين وَإِنَّهَا لتدل على حكم وَعلم وفصاحة وفقاهة ودهاء وَدين وَبعد غور وَشدَّة غوص فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر الْعَبادَانِي أَيهَا القَاضِي لَو أتممت الْمِنَّة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute