مَا أعز الله بك الْإِسْلَام وَأصْلح فَسَاده على يَديك وَلم تزل للدّين ملْجأ وَلِلْمُؤْمنِينَ دوحاً ولأهلك ركنا ولاخوانك ردْءًا قد أردتك لأمر لَهُ مَا بعده خطره مخوف وصلاحه مَعْرُوف وَإِن لم يندمل جرحه بمسبرك وَلم تستجب حيته لرقيتك فقد وَقع الْيَأْس وأعضل الْبَأْس واحتيج بعد ذَلِك إِلَى مَا هُوَ أَمر من ذَلِك وأعلق وأعسر مِنْهُ وأغلق وَالله أسأَل تَمَامه بك ونظامه على يَديك فتأت لَهُ يَا أَبَا عُبَيْدَة وتلطف فِيهِ وانصح لله تَعَالَى وَلِرَسُولِهِ
ولهذه الْعِصَابَة غير آل جهدا وَلَا قَالَ جدا وَالله كالئك وناصرك وهاديك ومبصرك وَبِه الْحول والتوفيق امْضِ إِلَى عَليّ واخفض جناحك لَهُ واغضض من صَوْتك عِنْده وَاعْلَم أَنه سلالة أبي طَالب ومكانه مِمَّن فقدناه بالْأَمْس
مَكَانَهُ وَقل لَهُ الْبَحْر مغرقه وَالْبر مفرقه والجو أكلف وَاللَّيْل أغلف وَالسَّمَاء جلواء وَالْأَرْض صلعاء والصعود مُتَعَذر والهبوط متعسر وَالْحق رءوف عطوف وَالْبَاطِل شنوف عنوف والضغن رائد الْبَوَار والتعريض شجار الْفِتْنَة القعة ثقوب الْعَدَاوَة وَهَذَا الشَّيْطَان متكىء على شِمَاله متحبل بِيَمِينِهِ نافج حضنيه لأَهله ينْتَظر بهم الشتات والفرقة ويدب بَين الْأمة بالشحناء والعداوة عنادَا لله عز وَجل وَلِرَسُولِهِ
ولدينه ناكباً يوسوس بِالْفُجُورِ ويُدلى بالغرور ويمنى أهل الشرور ويزجى إِلَى أوليائه بِالْبَاطِلِ دأباً لَهُ مذ كَانَ على عهد أَبينَا آدم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وعاده مِنْهُ مُنْذُ أهانه الله عز وَجل فِي سالف الدَّهْر لَا يُنجى مِنْهُ إِلَّا عض الناجذين على الْحق وغض الطّرف عَن الْبَاطِل والعاجل وَوَطْء هَامة عَدو الله وعدو الدّين بالأشد فالأشد والأحد فالأحد واسلام النَّفس لله عز وَجل فِيمَا حَاز رِضَاهُ وجنب سخطه وَلَا بُد الْآن من قَول ينفع إِذا ضرّ السُّكُوت وَخيف غبه وَلَقَد أرشدك من أَفَادَ ضالتك وصادقك من أَحْيَا مودته لَك بعتابك وَأَرَادَ الْخَيْر بك من آثر الْبَقَاء مَعَك مَا هَذَا الَّذِي تسول لَك نَفسك ويدوى بِهِ قَلْبك ويلتوى بِهِ عَلَيْك رَأْيك ويتخاوص دونه طرفك ويسرى فِيهِ ظعنك ويتراد مَعَه نَفسك وتكثر مَعَه صعداؤك وَلَا يفِيض بة لسَانك أعجمة بعد إفصاح أم تلبيس بعد أيضاًح أدين غير دين الله عز وَجهه أخُلق غير خُلق الْقرَان أهْدى غير هدى النَّبِي
أمثلى يمشى إِلَيْهِ الضراء أَو تدب إِلَيْهِ الخمراء أم مثلك ينقبض عَلَيْهِ الفضاء
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute