للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالله لقد شاورني رَسُول الله

فِي الصهر فَذكر فتياناً من قُرَيْش فَقلت لَهُ أَيْن أَنْت من عَليّ فَقَالَ إِنِّي لأكْره لفاطمة ضيق شبابه وحداثة سنه فَقلت لَهُ مَتى كنفته يدك ورعته عَيْنك حفت بهما الْبركَة وأسبغت عَلَيْهِمَا النِّعْمَة مَعَ كَلَام كثير خطبت بِهِ عَنْك ورغبت فِيك وَمَا كنت عرفت مِنْك فِي ذَلِك حوجاء وَلَا لوجاء فَقلت مَا قلت وَأَنا أرى مَكَان غَيْرك وَأَجد رَائِحَة سواك وَكنت لَك إِذْ ذَاك خيرا مِنْك الْآن لي وَلَئِن كَانَ عرض بك رَسُول الله

فقد كنى عَن غَيْرك وَإِن كَانَ قَالَ فِيك فَمَا سكت عَن سواك وَإِن يختلج فِي نَفسك شَيْء فَهَلُمَّ فَالْحكم مرضِي وَالصَّوَاب مسموع وَالْحق مُطَاع وَلَقَد نُقل رَسُول الله

إِلَى مَا عِنْد الله عز وَجل وَهُوَ عَن هَذِه الْعِصَابَة رَاض وَعَلَيْهَا حدب يسره مَا يسرها ويكيده مَا يكيدها ويرضيه مَا يرضيها ويسخطه مَا أسخطها ألم تعلم أَنه لم يدع أحدا من أَصْحَابه وخلطائه وأقاربه وشجرائه إِلَّا أبانه بفضيلة وَخَصه بمكرمة وأفرده بجلالة لَو أصفقت الْأمة عَلَيْهِ لَكَانَ عِنْده إيالتها وكفالتها وكرامتها وغزارتها أتظن أَنه

ترك الْأمة نشرا سدى بَين عدا عباهل سباهل طلاحى مباهل مَفْتُونَة بِالْبَاطِلِ مغبونة عَن الْحق لَا رائد وَلَا ذائد وَلَا سائق وَلَا قَائِد وَلَا حَائِط وَلَا واقي وَلَا هادي وَلَا حادي كلا وَالله مَا اشتاق إِلَى ربه وَلَا سَأَلَهُ الْمصير إِلَى رضوانه حَتَّى ضرب الصوى وأوضح الْهدى وَأمن المهالك والمطاوح وَسَهل الْمُبَارك والمهايع وَإِلَّا بعد أَن شدخ يَا فوخ الشّرك بِإِذن الله عز وَجل وشرم أنف النِّفَاق لوجه الله تَعَالَى جدُّه وجدع أنف الْفِتْنَة فِي ذَات الله تبَارك اسْمه وتفل فِي وَجه الشَّيْطَان بعون الله جلّ ذكره وصدع بملء فِيهِ وَيَده أَمر الله عز وَجل وَبعد فَهَؤُلَاءِ الْأَنْصَار والمهاجرون عنْدك ومعك فِي دَار وَاحِدَة وبقعة جَامِعَة إِن استقاموا بِي لَك وأشاروا عِنْدِي بك فَأَنا أول وَاضع يَدي فِي يدك وصاير إِلَى رَأْيهمْ فِيك وَإِن تكن الْأُخْرَى فَادْخُلْ فِيمَا دخل فِيهِ الْمُسلمُونَ وَكن العون على مصالحهم والفاتح لمغالقهم والمرشد لضالهم والرادع لغاويهم فقد أَمر الله عز وَجل بالتعاون على الْبر وأهاب إِلَى التناصر على الْحق وَدعنَا نقض هَذِه الْحَيَاة الدُّنْيَا بصدور بريئة من الغل ونلقى الله عز وَجل بقلوب

<<  <  ج: ص:  >  >>