هَذِه النَّار كَمَا بردتها إِلَى إِبْرَاهِيم واصرف عني حرهَا ولهبها وأذاها بحولك وقوتك فَإِنِّي إِنَّمَا أفعل هَذَا غيرةَ لدينك وَمَا جَاءَ بِهِ رَسُولك وَأُؤْمِنُ بِاللَّه ثمَّ دخل الأتون وَتقدم البدعي فَحَمدَ الله مثل حَمده ثمَّ قَالَ الَّذِي أدين بِهِ أَن خير النَّاس بعد رَسُول الله
عَليّ بن أبي طَالب ثمَّ ذكر من فضائله مثل مَا ذكر السّني وَلَا أعرف لأحد غَيره حَقًا لِأَن أَبَا بكر كفر بعد إِسْلَامه وَقَاتل الْمُسلمين وارتد عَن الدّين وَكَذَلِكَ عمر ثمَّ ذكر مَا يذهب إِلَيْهِ من الْبِدْعَة ويكذب بِهِ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَذَا ديني واعتقادي وَقَالَ كَمَا قَالَ صَاحبه وَدخل فأطبق صَاحب الأتون عَلَيْهِمَا وَانْصَرف على أَنَّهُمَا محترقان قد جنيا على أَنفسهمَا وبقيتُ وحدي لَا أُرِيد الانصرافَ حَتَّى يتَبَيَّن لي أَمرهمَا فَلم أزل أنتقل من فَيْء إِلَى فَيْء وعيني إِلَى الأتون حَتَّى زَالَت الشَّمْس فَسقط الطابق وَخَرَجَ عَليّ السّني وجبينه يعرق فَقُمْت إِلَيْهِ وَقبلت وَجهه وَقلت لَهُ كَيفَ كنت فَقَالَ بِخَير أدخلت إِلَى مجْلِس مفروش بأنواع الْفرش وَفِيه أَنْوَاع الرياحين والخدم فنومت على الْفراش إِلَى السَّاعَة ثمَّ جَاءَنِي جاءِ فَقَالَ قُم فقد حَان لَك أَن تخرج من هَاهُنَا وَقت الصَّلَاة قُم فصل فَخرجت قَالَ فَسَأَلته عَن غَرِيمه فَقَالَ مَا أعلم حَاله ووجهنا خلف صَاحب الأتون فجَاء وَمَعَهُ حَدِيدَة فَلم يزل يَطْلُبهُ بهَا حَتَّى وَقعت فِي مَوضِع من بدنه فجره وَأخرجه وَقد صَار حممة إِلَّا جَبهته فَإِنَّهَا بلونها الْأَصْلِيّ عَلَيْهَا سطران مكتوبان يقرؤهما الصَّادِر والوارد هَذَا عبد طَغى وبغى وَكفر بِأبي بكر وَعمر آيس من رَحْمَة الله فأغلق النَّاس دكاكينهم ثَلَاثَة أَيَّام لم يفتحوها يتناوبونه فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ويسمعون من السّني حَدِيثه وَتَابَ من كَانَ يشْتم أَبَا بكر وَعمر هُنَالك وَكَانُوا نَحْو أَرْبَعَة آلَاف نفس انْتهى اللَّهُمَّ ارْض عَنْهُم وعنا بهم وَلَا تجْعَل لأحد مِنْهُم فِي عنقنا ظلامة بجودك وكرمك تَنْبِيه حكى الْخطابِيّ عَن بعض مشايخه أَنه كَانَ يَقُول أَبُو بكر خير من عَليّ وَعلي أفضل من أبي بكر فَقَالَ بعض الْعلمَاء إِن هَذَا تهافت من القَوْل لِأَنَّهُ لَا معنى للخيرية إِلَّا الْأَفْضَلِيَّة فَإِن أُرِيد أَن خيرته أبي بكر من وَجه وأفضلية عَليّ من وَجه لم يكن ذَلِك من مَحل الْخلاف وَلم يكن الْأَمر فِي ذَلِك خَاصّا بِأبي بكر وَعلي بل أَبُو بكر وَأَبُو عُبَيْدَة مثلا يُقَال فيهمَا ذَلِك فَإِن الْأَمَانَة الَّتِي فِي أبي عُبَيْدَة خصّه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute