قرا الْعُلُوم على الْمولى الاياثلوغي وَكَانَ شَرِيكا عِنْده للْمولى خواجه زَاده وَقَرَأَ على الْمولى حضر بك وَهُوَ مدرس بسلطانية بروسه وَكَانَ معلما للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَهُوَ صَغِير ثمَّ لحقته الجذبة الالهية حَتَّى وصل الى خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ تَاج الدّين المارذكره الشريف فِي تَرْجَمَة الْمَشَايِخ فِي دولة السُّلْطَان مُرَاد خَان من خلفاء الشَّيْخ عبد اللطيف الْمَقْدِسِي حَتَّى أكمل طَرِيق الصُّوفِيَّة واجازه للارشاد ثمَّ انه سكن ببلدة بروسه وَانْقطع الى الله تَعَالَى وَصرف اوقاته الى الْعلم وَالْعِبَادَة الى ان وصل الى رَحْمَة الله تَعَالَى وَكَانَ لَهُ اهتمام عَظِيم فِي تَصْحِيح الْكتب وَكِتَابَة الْفَوَائِد فِي حواشيها وَهُوَ مشتهر بذلك حَتَّى انه كَانَ يصحح المختصرات والمطولات من الْكتب الْمَشْهُورَة ثمَّ يعمد الى نسخ اخرى مِنْهَا ويصححها كالنسخ الاول وَقد وجد عِنْده نسخ ثَلَاث من كتاب وَاحِد صحّح كلا مِنْهَا من اوله الى آخِره وحشاه وَحكى لي وَاحِد من الاشراف وَكَانَ شَيخا عَارِفًا بِاللَّه انه حج مَعَ شَيْخه قَالَ قَالَ لي شَيْخي وَنحن متوجهون الى عَرَفَات يَا وَلَدي ان قطب الزَّمَان يقوم بِعَرَفَات على يَمِين الامام فَانْظُر كَيفَ يعرف القطب فَنَظَرت فَإِذا هُوَ الْمولى اياس وَكَانَ فِي تِلْكَ السّنة بِمَدِينَة بروسه فَأخْبرت بِهِ شَيْخي فَنظر فصدقني وَلما قَفَلْنَا من الْحَج مَرَرْنَا على مَدِينَة بروسه فَاسْتقْبلنَا اهلهما فَسَأَلَنِي وَاحِد مِنْهُم وَقَالَ هَل رَأَيْت القطب بِعَرَفَات قلت نعم هُوَ الْمولى اياس السَّاكِن ببلدتكم فَفِي تِلْكَ اللَّيْلَة مَرضت مَرضا شَدِيدا حَتَّى شارفت الْمَوْت ثمَّ من الله تَعَالَى عَليّ بالخلاص فَفِي غَد تِلْكَ اللَّيْلَة ذهب شَيْخي الى مَوْلَانَا اياس للزيارة وأخذني مَعَه وَلما دَخَلنَا على الْمولى اياس نظر الي وَقَالَ من هُوَ قَالَ الشَّيْخ من اولادي قَالَ اشاع سري وَقد تضرعت اللَّيْلَة ان يقبض الله روحه فشفع مُحَمَّد صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم وَقد علمت انه من اولاد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى اولاده ثمَّ قَالَ افشاء السِّرّ خطر عَظِيم فاحذر مِنْهُ