للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

.. اذا لم يعنك الله فِيمَا تريده ... فَلَيْسَ لمخلوق اليه سَبِيل

وان هُوَ لم ينصرك لم تلق ناصرا ... وان عز انصار وَجل قبيل

وان هُوَ لم يرشدك فِي كل مَسْلَك ... ضللت وَلَو ان السماك دَلِيل ...

وَمِمَّنْ انخرط فِي سلك هَؤُلَاءِ السَّادة وسلك مَسْلَك اصحاب الْفَوْز والسعادة الشَّيْخ عبد الرحمن ابْن الشَّيْخ جمال الدّين الشهير بشيخ زَاده

ولد رَحمَه الله فِي قَصَبَة مرزيفون وَدخل وَهُوَ شَاب فِي زمرة ارباب الاستعداد فَاجْتمع مَعَ افاضل عصره واستفاد حَتَّى وصل الى خدمَة الْمولى حَافظ العجمي وَهُوَ فِي احدى الْمدَارِس الثمان وَلما صَار الْمولى مُحَمَّد القره باغي مدرسا بمدرسة السُّلْطَان اورخان بقصبة ازنيق جعله معيدا لدرسه فَلَمَّا توفّي الْمولى الْمَزْبُور ترك المرحوم طَريقَة الْعلمَاء واتصل بالمولى المشتهر بعرب جلبي وَهُوَ مدرس بمدرسة قَاسم باشاب بقصبة ابي ايوب الانصاري فَقَامَ على اقدام الاقدام واهتم فِي تَحْصِيل المعارف غَايَة الاهتمام فمهر فِي الْعُلُوم الْعَرَبيَّة والفنون الادبية وتميز فِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير وعلوم الْوَعْظ والتذكير ثمَّ ولي مدرسة دَار الحَدِيث الَّتِي بناها محمودالدفتري بقصبة ابي ايوب الانصاري وَعين خَطِيبًا بِجَامِع قَاسم باشا يسر الله تَعَالَى لَهُ فِي عقباه مَا يشا وَكَانَ حسن النغم طيب الالحان من جملَة من يتَغَنَّى بالقرآى وَكَانَ يرتل الْخطب بِصَوْت احلى من الرطب ثمَّ عين لَهُ وظائف الْوَعْظ والتذكير فِي عدَّة من الْجَوَامِع فاعتنى بِنَقْل الاحاديث والتفاسير وَقد بلغت وظيفته كل يَوْم الى سبعين وتميز من اقرانه الْمُفَسّرين وَتُوفِّي سنة احدى وَسبعين وَتِسْعمِائَة كَانَ رَحمَه الله من احلة الْعلمَاء واكابر الْفُضَلَاء وَقد حضرت مجْلِس تَفْسِيره ومحفل وعظه وتذكيره فَوَجَدته فِي تَحْقِيق الْمقَام وتدقيق المرام واصلا الى الْغَايَة وبالغا الى النِّهَايَة وَكَانَ لَا يَكْتَفِي بالايماء والترشيح بل ببالغ فِي التَّصْرِيح والتوضيح بِحَيْثُ يلْحق ثواني المعقولات باوائل المحسوسات وَلَا يحْتَرز عَن التّكْرَار والاعادة حرصا على التَّعْلِيم والافادة وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ وحيدا فِي طَرِيقَته وفريدا فِي ضيعته ويكفيه يَوْم مباحثاته ومفاخرته مَا كتبه ابو السُّعُود فِي صُورَة اجازته وَهَذِه صورته الاجازة كتبتها بالتمام لغاية حسنها ونضارتها اللَّهُمَّ رب

<<  <   >  >>