كَانَ ابو الْمَزْبُور من جملَة الصُّدُور فِي الدولة السليمية ولد رَحمَه الله تَعَالَى فِي رَوْضَة الْمجد والاجلال وَنَشَأ فِي دوحة الْعِزّ والاقبال مجتنيا من ثمار اللطائف ومقتطفا من ازهار المعارف وقرا على ابيه واكثر من الاستفادة ثمَّ صَار ملازما من الْمولى ابي السُّعُود بطرِيق الاعادة ودرس اولا بمدرسة مُرَاد باشا بِثَلَاثِينَ ثمَّ مدرسة دَاوُد باشا باربعين ثمَّ مدرسة رستم باشا بِخَمْسِينَ الْكل فِي قسطنطينية المحمية ثمَّ نقل الى مدرسة بنت السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان باسكدار ثمَّ الى احدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ بذل مبلغا عَظِيما بِبَاب بعض الاعالي حَتَّى صَار موقعا فِي الدِّيوَان العالي فخدم فِيهِ الى ان وجد بعض ارباب الْحَسَد سَبِيلا الى نقص شانه وَنقض بُنْيَانه فمني بِالْعَزْلِ والهوان بُرْهَة من الزَّمَان ثمَّ لم يَتَيَسَّر لَهُ مَا يُحِبهُ ويرضى حَتَّى جعله الدَّهْر لسهام الْمنية غَرضا وَذَلِكَ فِي اواسط جُمَادَى الاولى سنة سبع وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة كَانَ المرحوم مشاركا فِي الْعُلُوم ذَا حَظّ وافر من المعارف والمفاخر ساعيا فِي اقتناء الْكتب الشَّرِيفَة بالخطوط اللطيفة وَكَانَ رَحمَه الله شَابًّا جميلا ومخدوما جَلِيلًا خلوقا ذَا دعابة عَارِفًا بالشعر وَالْكِتَابَة عَامله الله بِلُطْفِهِ الْخَبِير انه بعباده خَبِير بَصِير
وَمِنْهُم الْمولى مَحْمُود المشتهر بباجلبي
ولد رَحمَه الله بقصبة فلبه وَنَشَأ على طلب المعارف واللطائف وقرا على عُلَمَاء اوانه وَاجْتمعَ بفضلاء زَمَانه حَتَّى وصل الى خدمَة الْمولى القادري ثمَّ ذهب مَذْهَب الصّلاح واتصل بِبَعْض ارباب الزّهْد والفلاح الى ان اشْتهر بالتقوى والديانة والزهد والصيانة فَجعل من خَواص الْحرم وخدام الْمجْلس الْمُحْتَرَم