للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَو سَأَلَني اكبر المناصب لاعطيته وَلَكِن اعطيته مَا سَأَلَهُ قَالَ قَالَ لما وصلت الى اماسيه رَأَيْت رُؤْيا وَهِي ان السُّلْطَان بايزيد خَان قد ركب فيلا وأردفني عَلَيْهِ فَلَمَّا دخلت على السُّلْطَان بايزيدخان قَالَ ايها الْمولى إِنِّي اعرف انك قبلت هَذَا المنصب لأجلي وَلَو رَزَقَنِي الله تَعَالَى دولة السلطنة لَكَانَ لَك معي شَأْن قَالَ فَمَا لبث كثيرا حَتَّى مَاتَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَجلسَ السُّلْطَان بايزيدخان على سَرِير السلطنة فارسل اليه الامر بَان ينْقل اهله من اماسيه الى قسطنطينية وَلما أَتَى قسطنطينية عزل السُّلْطَان بايزيدخان الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ عَن قَضَاء الْعَسْكَر بروم ايلي وَأَعْطَاهُ إِبْرَاهِيم باشا وَلما كَانَ قَاضِيا بالعسكر كَانَ الْمولى الكرماسني الَّذِي كَانَ سَببا لعزله عَن التَّوْلِيَة حَاضرا بقسطنطينية فَأَتَاهُ للتهنئة خَائفًا من ان يهينه ويستحقره فَأكْرمه إِبْرَاهِيم باشا إِكْرَاما عَظِيما حَتَّى اسْتَحى الْمولى الكرماسني مِمَّا فعله فِي حَقه وتبدل خَوفه بِالْحَيَاءِ ثمَّ ان السُّلْطَان بايزيد خَان جعله رَئِيس الوزراء وَمَات وَهُوَ وَزِير وَكَانَ سيرته فِي الْقَضَاء والوزارة سيرة حَسَنَة وطريقته طَريقَة محمودة وَكَانَ سِتّمائَة نفر من فُقَرَاء قسطنطينية يَأْخُذُونَ من مطبخه الطَّعَام كل يَوْم وَعند وَفَاته لم يُوجد عِنْده الا ثَمَانِيَة الاف دِرْهَم وَله جَامع ومدرسة بِمَدِينَة قسطنطينية طيب الله ثراه وَجعل الْجنَّة مثواه

وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْمولى مصلح الدّين مصطفى بن اوحد الدّين البارحصاري

كَانَ عَالما فَاضلا صَالحا شرِيف النَّفس عالي الهمة كَبِير الْقدر عَظِيم الْحُرْمَة قَرَأَ على عُلَمَاء عصره ثمَّ وصل الى خدمَة الْمولى خواجه زَاده ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة مُرَاد باشا بِمَدِينَة قسطنطينية ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة العتيقة بِمَدِينَة ادرنه ثمَّ صَار مدرسا باحد الْمدَارِس الثمان ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينَة قسطنطينية فِي أَيَّام دولة السُّلْطَان بايزيدخان مُدَّة عشر سِنِين مَاتَ وَهُوَ قَاض بهَا وَحكي ان الوزراء ابرموا عَلَيْهِ بِقبُول قَضَاء قسطنطينية فَلم يقبل وعرضوا على السُّلْطَان بايزيدخان وَقَالَ إِنِّي اكْتُبْ اليه كتابا بيَدي فَكتب وَقَالَ إِنِّي اعرف انك مُسْتَحقّ للْقَضَاء الْمَذْكُور وَأعرف اني ان وليت على الْقَضَاء الْمَزْبُور غَيْرك لعصيت امْر الله تَعَالَى قَالَ وأتضرع اليك ان تقبل

<<  <   >  >>