وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل احْمَد باشا ابْن الْمولى ولي الدّين الْحُسَيْنِي نور الله مرقدهما وَفِي فراديس الْجنان ارقدهما
قَرَأَ على عُلَمَاء عصره وَحصل من الْفضل جانبا عَظِيما ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة السُّلْطَان مرادخان بِمَدِينَة بروسه ثمَّ صَار قَاضِيا بأدرنه ثمَّ جعله السُّلْطَان مُحَمَّد خَان قَاضِيا بالعسكر ثمَّ جعله معلما لنَفسِهِ وَصَاحبه مصاحبة دائمة وَكَانَ لذيذ الصُّحْبَة كثير النادرة صَعب البداهة وَكَانَ مائلا إِلَى جَانب الشّعْر وَأكْثر من الشّعْر بالتركية وَغلب فِي شعره فَصَاحَته على بلاغته وَقد مَال اليه السُّلْطَان مُحَمَّد خَان ميلًا عَظِيما حَتَّى استوزره ثمَّ عَزله عَن الوزارة لأمر جرى بَينهمَا وَجعله اميرا على بعض الْبِلَاد مثل تيره وانقره وبروسه مَاتَ وَهُوَ أَمِير ببروسه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعمِائَة وَدفن بهَا وَله فِيهَا مدرسة وقبة مَبْنِيَّة على قَبره وقدكتب على بَابهَا تَارِيخ وَفَاته والتاريخ لمُحَمد بن أفلاطون نَائِب المحكمة الشَّرِيفَة ببروسه وَهُوَ هَذِه الابيات ... هَذِه مشكاة انوار لمن ... عده الرَّحْمَن من ممدوحه
فر من ادناس تِلْكَ الدَّار إِذْ ... كَانَ مشتاقا الى سبوحه
قَالَ روح الْقُدس فِي تَارِيخه ... ان فِي الجنات مأوى روحه ...
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى شرِيف النّسَب رفيع الْقدر عَليّ الهمة كريم الطَّبْع سخي النَّفس وَلم يبْق لَهُ عقب لانه لم يتَزَوَّج اصلا وقداتهمه لذَلِك بعض النَّاس بالميل الى الغلماء الا ان الْمولى الْوَالِد حكى عَن استاذه الْمولى خواجه زَاده انه ركب مَعَه فِي بَلْدَة ادرنه وَكَانَا يطوفان حولهَا ويتحدثان فَسَأَلَ فِي اثناء الْكَلَام عَن لَذَّة الْجِمَاع وَقَالَ اني سَأَلت عَنْهَا كثيرا من النَّاس وَلم يقدروا على وصفهَا لكنك عَالم فَاضل تقدر على التَّعْبِير عَنْهَا قَالَ قلت انها تدْرك وَلَا يُمكن وصفهَا فَأنْكر هَذَا الْكَلَام قَالَ قلت لَهُ بَين لي لَذَّة الْغسْل قَالَ هِيَ لَا تدْرك الا بالذوق قَالَ قلت وَكَذَا هَذِه قَالَ الْمولى الْوَالِد قَالَ الْمولى خواجه زَاده وَعند ذَلِك تحققت ان بِهِ عنة وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى ينظم بِالْعَرَبِيَّةِ وَمن نظمه قصيدته الَّتِي جعلهَا نظيرة لقصيدة الْمولى الْفَاضِل الْكَامِل حضر بك الْمَار ذكره وَهِي هَذِه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute