للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ايضا شرح هِدَايَة الْحِكْمَة لمولاناه زَاده وَكتب عَلَيْهِ ايضا حَوَاشِي لاجله وكلتا الحاشيتين مقبولتان عِنْد الْعلمَاء وتتداولهما ايدي الطلاب وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عابدا صَالحا غَايَة الصّلاح مبارك النَّفس كريم الاخلاق ثمَّ صَار مدرسا بسلطانية بروسه وَتُوفِّي بهَا روح الله روحه وَنور ضريحه

وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْمولى عبد القادر

كَانَ اصله من قَصَبَة اسبارته من ولَايَة حميد قرا على عُلَمَاء عصره حَتَّى وصل الى خدمَة الْمولى الْعَالم الْفَاضِل الْمولى عَليّ الطوسي رُوِيَ انه كَانَ شَرِيكا مَعَ الْمولى الْفَاضِل الخيالي ثمَّ تولى بعض المناصب حَتَّى صَار معلما للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان وتقرب عِنْده حَتَّى حسد عَلَيْهِ الْوَزير مَحْمُود باشا وَفِي بعض الايام استدعاه السُّلْطَان مُحَمَّد خَان ليصاحبه وَكَانَ فِي مزاجه فتور فتعلل بذلك وَقَالَ لَهُ بعض اصحابه ان فِي الحديقة الْفُلَانِيَّة جمعا كثيرا من الظرفاء ونلتمس مِنْك ان تذْهب اليهم حَتَّى يتفرج خاطرك يتخفف مزاجك وَمَال الْمولى الْمَزْبُور الى قَوْله فَذهب مَعَه الى تِلْكَ الحديقة يرْوى ان ذَلِك التَّرْغِيب من ذَلِك الْبَعْض فِي الذّهاب الى ذَلِك الْمجْلس كَانَ بِمُبَاشَرَة الْوَزير محود باشا فَقَالَ الْوَزير الْمَزْبُور للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان انه تعلل فِي صحبتك وَذهب مَعَ الظرفاء الى الحديقة الْفُلَانِيَّة فتفحص عَنهُ السُّلْطَان فتحقق عِنْده مَا قَالَ الْوَزير فَعَزله فِي ذَلِك الْيَوْم وأبعده عَن حَضرته وَذهب الى وَطنه فَلم يلبث الا قَلِيلا حَتَّى مرض وَمَات من ذَلِك الْمَرَض فِي وَطنه رُوِيَ انه كَانَ ذَاهِبًا مَعَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الى محاربة بعض مُلُوك الْعَجم وَلَعَلَّه الامير حسن الطَّوِيل وَلما اجتاز بقونية استقبله علماؤها فَقَالَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان للْمولى الْمَذْكُور وَكَانَ رَاكِبًا مَعَه قد اضناك السّفر انْظُر الى هَؤُلَاءِ الْعلمَاء وَقُوَّة مزاجهم فَأَنْشد الْمولى الْمَذْكُور عِنْد ذَلِك بَيْتا بِالْفَارِسِيَّةِ ... اسب نازي اكر ضَعِيف بود ... همجنان از طَوِيلَة خربة ...

وَمَعْنَاهُ الْفرس الْعَرَبِيّ وان كَانَ نحيفا فَهُوَ اجود من جمَاعَة الْحمر فَضَحِك السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَاسْتحْسن جَوَابه وَرُوِيَ ان الْمولى الْمَذْكُور كَانَ يتمدح عِنْد السُّلْطَان مُحَمَّد خَان بِأَن الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ وَالسَّيِّد الْجِرْجَانِيّ لَو كَانَ حيين يحْملَانِ

<<  <   >  >>