للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَذَا السكر قَالَ احتقنت بِالْخمرِ فَحصل لي السكر من تِلْكَ الْجِهَة فَضَحِك السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَأطْلقهُ وَكَانَ المليحي يَقُول عجبا للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان كَيفَ صدق قَوْلهم ان المليحي صب الْخمر على النَّاس وَمن الْبَين ان المليحي اذا وجد الْخمر لَا يضيع مِنْهَا قَطْرَة وَمَا لبث كثيرا الا وَقد توفّي السُّلْطَان مُحَمَّد خَان فَلَمَّا توفّي بَدَأَ المليحي بِشرب الْخمر كَمَا كَانَ فِي الاول بل أَزِيد غفر الله تَعَالَى لَهُ بفضله وَكَرمه انه كريم رَحِيم

وَمِنْهُم الْمولى سراج الْخَطِيب بِجَامِع السُّلْطَان مُحَمَّد خَان بِمَدِينَة قسطنطينية

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى من بِلَاد الْعَجم مَقْبُولًا عِنْد علمائها وأمرائها وَلما وَقعت الْفِتْنَة فِي بِلَاد الْعَجم هرب الى الرّوم على زِيّ الاتراك وَوصل الى مَدِينَة بروسه وَكَانَ القَاضِي هُنَاكَ وقتئذ هُوَ المليحي عَلَاء الدّين الفناري وَكَانَ بَينهمَا معارفة فِي بلادالعجم وَدخل الْمولى سراج مجْلِس قَضَائِهِ فَعرفهُ القَاضِي الْمَذْكُور وأكرمه وعظمه وَرفع مَجْلِسه فتحير النَّاس فِي تَعْظِيم القَاضِي لَهُ مَعَ رثاثة هَيئته ولباسه ثمَّ ارسله القَاضِي الْمَذْكُور الى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَكتب اليه احواله بالتمام وصادف قدومه مَدِينَة قسطنطينية تَمام جَامع السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَطلب خَطِيبًا مناسبا لَهُ فاستمعه السُّلْطَان فاعجبه غَايَة الاعجاب ونصبه خَطِيبًا بجامعه الشريف وَهُوَ أول خطيب بالجامع الْمَزْبُور وَعين لَهُ كل يَوْم خمسين درهما وَكَانَ صدر خطبَته الْحَمد لله الَّذِي وصف الحامدين بالمحامد اني حَامِد على نعمائه الْحَمد لله وَاعْترض الْمولى ابْن الْخَطِيب على كَلَام الْمَذْكُور وَقَالَ وَالصَّوَاب ان يُقَال وَصفه الحامدون بالمحامد وَكَانَ الْمولى الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى يرجح كَلَام الْخَطِيب الْمَذْكُور وَيَقُول قَوْله اني حَامِد جملَة مستأنفة وَتَقْدِير الْكَلَام اذا وصف الله الحامدين بالمحامد فَمَاذَا نَفْعل فَيَقُول فِي جَوَابه اني حَامِد على نعمائه وَقَالَ رَحمَه الله تَعَالَى هَذِه النُّكْتَة لَطِيفَة يَخْلُو عَنْهَا مَا اخْتَارَهُ الْمُعْتَرض وَصَوَابه وَكَانَ الْمولى سراج الْخَطِيب اديبا لبيبا صَاحب بَيَان وفصاحة وفائقا فِي علم البلاغة وَحسن الالحان وَطيب الاصوات وَكَانَ يقْرَأ الْخطْبَة مَعَ السّكُون وَالْوَقار والادب التَّام وَكَانَ لَهُ فِي رِعَايَة النغمات شَيْء عَظِيم لم يلْحق بِهِ بعده اُحْدُ روح الله روحه وَنور ضريحه

<<  <   >  >>