وَمِنْهُم الْمولى احْمَد بن عبد الله المشتهر بالفوري
كَانَ رَحمَه الله فِي اول امْرَهْ من عبيداسكندر جلبي الدفتري فَلَمَّا تفرس فِيهِ مخايل ارباب السداد وشمائل اصحاب الرشاد لم يزل ساعيا فِي تهذيبه واقرائه حَتَّى انتظم فِي سلك ارباب الاستعداد ثمَّ دخل مجَالِس السَّادة مِنْهُم الْمولى احْمَد المشتهر بطاشكبري زَاده وَقَرَأَ على الْمولى عبد الباقي وَغَيره من الاعيان حَتَّى صَار ملازما من الْمولى مصلح الدّين المشتهر ببستان ثمَّ درس فِي عدَّة مدارس وَجعل يزاول الْعُلُوم ويمارس حَتَّى ولي مدرسة قبلوجه ببروسه باربعين ثمَّ مدرسة عَليّ باشا بقسطنطينية بِخَمْسِينَ ثمَّ نقل الى مدرسة زَوْجَة السُّلْطَان سُلَيْمَان المشتهرة بِالْمَدْرَسَةِ الخاصكية ثمَّ الى احدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ الى مدرسة السُّلْطَان بايزيدخان بِمَدِينَة دمشق وفوض اليه الافتاء بِهَذِهِ الديار وَعين لَهُ كل يَوْم ثَمَانُون درهما فَلم يذهب كثير حَتَّى توفّي رَحمَه الله سنة ثَمَان وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَقيل فِي تَارِيخه برفت فوري وَكَانَ رَحمَه الله عَالما فَاضلا ذكي الطَّبْع خَفِيف الرّوح لطيف المباحثة لذيذ الصُّحْبَة وَقد ولع فِي آخر عمره فِي مطالعة الْكتب وتحرير الخواطر وَقد كتب حَوَاشِي على بعض الْمَوَاضِع من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وبيضها فِي كراريس وعلق حَوَاشِي على الدُّرَر وَالْغرر للْمولى خسرو من اول الْكتاب الى آخِره وَله يَد فِي قَول الشّعْر بالتركي والانشاء وَله بعض رسائل منشآت على لِسَان الْعَرَب وَله رِسَالَة لَطِيفَة فِي علم الْخط وَقد قَالَ فِي اول ديباجتها الْحَمد لمن علم بالقلم علم الْإِنْسَان مَا لم يعلم وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على النَّبِي الامي الاكرم الَّذِي مَا خطّ فِي القط قطّ وَمَا رقم وَقَالَ فِي آخرهَا وجعلتها رِسَالَة مُنْفَرِدَة ومجلة متفردة ليسهل تحريره على اصحاب الْقَلَم ويتيسر نَظِيره لارباب الرقم هَدِيَّة لكل كَاتب طَالب وتحفة لكل رَاقِم رَاغِب راجيا ان تبقى هِيَ بِبَقَاء الزَّمَان وَينْتَفع بهَا فِي بعض الاوقات