نيره من بِلَاد الرّوم ثمَّ دَعَاهُ رَئِيس جَزِيرَة ساقز فَأسلم على يَدي الشَّيْخ وَصَارَ من جملَة مريدية ثمَّ جَاءَ الشَّيْخ الى أدرنه وَوجد وَالِديهِ هُنَاكَ حيين ثمَّ لما تسلطن مُوسَى جلبي من الاود عُثْمَان الْغَازِي نصب الشَّيْخ قَاضِيا بعسكره ثمَّ ان اخا مُوسَى جلبي السُّلْطَان مُحَمَّد قَتله وَحبس الشَّيْخ مَعَ أَهله وَعِيَاله ببلدة ازنيق وَعين لَهُ كل شهر الف دِرْهَم ثمَّ هرب من الْحَبْس الى الامير اسفنديار وَكَانَ قَصده الْوُصُول الى بِلَاد تاتار فَلم يَأْذَن لَهُ اسفنديار خوفًا من ابْن عُثْمَان ثمَّ ارسله الى زغرة من ولَايَة روم ايلي وَاجْتمعَ عِنْده احباؤه واضافوه مرَارًا مُتعَدِّدَة ووشى بِهِ بعض المفسدين الى السُّلْطَان انه يُرِيد السلطنة فاخذ وَقتل بافتاء مَوْلَانَا حيدر العجمي وَله تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا لطائف الاشارات فِي الْفِقْه وَشَرحه التسهيل صنفهما مَحْبُوسًا فِي ازنيق وَمِنْهَا جَامع الْفُصُولَيْنِ وَمِنْهَا عنقود الْجَوَاهِر شرح كتاب الْمَقْصُود فِي الصّرْف وَمِنْهَا مَسَرَّة الْقُلُوب فِي التصوف والواردات فِيهِ ايضا وَكَانَ وَفَاته فِي سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا رُوِيَ ان السَّيِّد الشريف كَانَ يمدحه بِالْفَضْلِ رحمهمَا الله تَعَالَى
وَمِنْهُم الْمولى الْعَالم الْفَاضِل الْحَاج باشا
كَانَ رَحمَه الله من ولَايَة ايدين ايلي وارتحل الى الْقَاهِرَة وقرا هُنَاكَ على الشَّيْخ أكمل الدّين وَمن شُرَكَاء درسه الشَّيْخ بدر الدّين الْمَذْكُور وَكَانَ لَهُ قبُول تَامّ عندالشيخ أكمل الدّين وقرا الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة على الْمولى مبارك شاه المنطقي وَكَانَ مَقْبُولًا عِنْده ايضا ثمَّ انه عرض لَهُ مرض شَدِيد اضطره الى الِاشْتِغَال بالطب حَتَّى مهر فِيهِ وفوض لَهُ بيمارستان مصر وَدبره احسن التَّدْبِير وصنف كتاب الشِّفَاء فِي الطِّبّ باسم الامير مُحَمَّد بن ايدين وصنف مُخْتَصرا فِيهِ ايضا بالتركية وَسَماهُ التسهيل وصنف قبل اشْتِغَاله بالطب حَوَاشِي على شرح الْمطَالع للعلامة الرَّازِيّ على تصوراته وتصديقاته وصنف تِلْكَ الْحَوَاشِي قبل تحشية السَّيِّد الشريف حَتَّى انه يرد عَلَيْهِ فِي بعض الْمَوَاضِع وَله شرح على الطوالع للبيضاوي وَكَانَ السَّيِّد الشريف يشْهد لَهُ ايضا بالفضيلة التَّامَّة