الذَّات وَهُوَ مقَام قرب قوسين مَعَ بَقَاء الاثنينية ثمَّ ذكر الذَّات وَهُوَ شُهُود الذَّات بارتفاع الْبَقِيَّة وَهُوَ مقَام اَوْ ادنى وَسمعت من رَئِيس الخلوتية فِي هَذَا الْعَصْر ان التشخص والتعين لم يرْتَفع عَن سيدالمرسلين فِي الْمِعْرَاج فَقلت هَل وجدت الامر على مَا قلته قَالَ لم اصل بعد الى مثل ذَلِك فَقلت ذَلِك خلاف مَا يجده اهل الذَّوْق لَان الْمِعْرَاج لَا يكون الا بالفناء لَا الْبَقَاء لَان التعين والتشخص مَا لم يرفع لم يحصل الشُّهُود الذاتي فَلم يحصل الِارْتفَاع الى عين الْجمع فَأَيْنَ الْبَقَاء وَيُخَالِفهُ قَوْله تَعَالَى اَوْ ادنى وَقَوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لي مَعَ الله وَقت لَا يسعني فِيهِ ملك مقرب وَلَا نَبِي مُرْسل اذ الْمَعْنى انه لم يبْق فِيهِ بَقِيَّة الْوُجُود وَهُوَ الْمَعْنى بالفناء فَقَالَ ذَلِك الْقَائِل يجوز ان يكون تعينه غير مَانع فَقلت ان التعين يَقْتَضِي الاثنينية فَمَا لم يرْتَفع لم يصل السالك الى الشُّهُود الذاتي واعتقاده ان ارْتِفَاع التعين من النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم يكون نقصا وَلم يتفطن ان بَقَاءَهُ نقص فَعرفت انه غافل عَن الفناء والبقاء فَأَيْنَ مقَام الارشاد وَلَا يظنّ اُحْدُ اني لم اسلك مسلكهم فَانِي جاهدت فِي طريقهم سبع سِنِين مُنْقَطِعًا عَن الْحَيَوَانَات المألوفات وَكَانَ غذائي فِي السَّبْعَة قِطْعَة من الْخبز مَعَ الْخلّ فَقَالَ رئيسهم انك قد وصلت الى الْمَطْلُوب وأمرنا بِخِلَافِهِ فَعلمت انهم لَيْسُوا فِي حَاصِل من حَالهم فَرَجَعت عَنْهُم متأسفا لما اتلفت من الْعُمر الْعَزِيز وَلَا اقدر ان افصل مَا جرى بيني وَبينهمْ وَالله عليم بِذَات الصُّدُور