وَعرضه على السُّلْطَان مُحَمَّد خَان فعين لَهُ كل يَوْم ثَمَانِينَ درهما ثمَّ مَاتَ بقسطنطينية فِي سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَدفن عِنْد مَزَار ابي ايوب الانصاري عَلَيْهِ رَحْمَة الْملك الْبَارِي رُوِيَ انه قَالَ لقِيت بعض الْمَشَايِخ من بِلَاد الْعَجم وَجرى بَيْننَا مباحثة واغلظت عَلَيْهِ فِي القَوْل فِي اثنائها فَلَمَّا انْقَطع الْبَحْث قَالَ لي اسأت الادب عِنْدِي وانك تجازى بالصمم وَبِأَن لَا يبْقى بعْدك عقب وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى يَقُول قد لَحِقَنِي الصمم الا ان لي بنتين وَكَأن الْبِنْت لَا تسمى عقبا وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى شَيخا على طَريقَة الصُّوفِيَّة ايضا واجيز لَهُ بالارشاد من بعض خلفاء زين الدّين الحافي قدس سره وَكَانَ جَامعا بَين رياستي الْعلم وَالْعَمَل وَكَانَ صَاحب شيبَة عَظِيمَة وَكَانَ يلبس عباء وعَلى ر أسه تَاج رُوِيَ انه حضر يَوْمًا مجْلِس الْوَزير مَحْمُود باشا وَحضر ايضا الْمولى حسن جلبي الفناري فَذكر حسن جلبي تصانيف الْمولى مصنفك عِنْد الْوَزير مَحْمُود باشا وَقَالَ قد رددت عَلَيْهِ فِي كثير من الْمَوَاضِع وَمَعَ ذَلِك قد فضلته عَليّ فِي المنصب وَكَانَ الْمولى حسن جلبي لم ير شخص الْمولى مصنفك قبل وَقَالَ الْوَزير مَحْمُود باشا هَل رايت الْمولى مصنفك قَالَ قَالَ هَذَا هُوَ واشار الى الْمولى مصنفك فَخَجِلَ الْمولى حسن جلبي من كَلَامه فِي حَقه خجلا قَوِيا وَقَالَ الْوَزير مَحْمُود باشا لَا تخجل ان لَهُ صمما لَا يسمع كلَاما اصلا وَكَانَ المرحوم سريع الْكِتَابَة يكْتب كل يَوْم كراسا من تصانيفه وَغَيرهَا وَكَانَ يدرس للطلبة بِالْكِتَابَةِ يَكْتُبُونَ اليه مَوَاضِع الاشكال فَيكْتب حل كل مِنْهَا فِي ورقة ويدفعها الى صَاحب الاشكال روح الله تَعَالَى روحه
وَمِنْهُم الْعَالم الْفَاضِل الْكَامِل الْمولى سراج الدّين مُحَمَّد بن عمر الْحلَبِي
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى من نواحي حلب وَلما أغار تيمور خَان على الْبِلَاد الحلبية أَخذه مَعَه الى مَا وَرَاء النَّهر وَقَرَأَ هُنَاكَ على علمائها ثمَّ اتى بِلَاد الرّوم فِي زمن السُّلْطَان مرادخان وأكرمه السُّلْطَان ونصبه معلما لِابْنِهِ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان ثمَّ اعطاه مدرسة بأدرنه وَتلك الْمدرسَة مشتهرة بالانتساب اليه الى الان ودرس فَأفَاد وصنف فأجاد وَكَانَ سريع الْكِتَابَة وَسمعت بعض احفاده انه قَالَ اكثر الْكتب الَّتِي عندنَا بِخَط جدي وَله حواش على الشَّرْح الْمُتَوَسّط للكافية وحواش
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute