مَا وَجب عَلَيْهِ ستر توفّي قدس سره فِي سنة خمس وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وقبره الشريف بِظَاهِر سَمَرْقَنْد
وَمِنْهُم الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه عبد الرحمن بن احْمَد الجامي
ولد رَحمَه الله بجام من قَصَبَة خُرَاسَان واشتغل اولا بِالْعلمِ الشريف وَصَارَ من افاضل عصره فِي الْعلم ثمَّ صحب مَشَايِخ الصُّوفِيَّة وتلقن كلمة التَّوْحِيد من الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى سعد الدّين كاشغري وَصَحب مَعَ خواجه عبيد الله السَّمرقَنْدِي وانتسب اليه اتم الانتساب وَكَانَ يذكر فِي كثير من تصانيفه اوصاف خواجه عبيد الله وَيذكر محبته لَهُ وَكَانَ مشتهرا بِالْعلمِ وَالْفضل وَبلغ صيت فَضله الى الافاق حَتَّى دَعَاهُ السُّلْطَان بايزيدخان الى مَمْلَكَته وارسل اليه جوائز سنية وَكَانَ يَحْكِي من اوصلها اليه انه جهز آلَات السّفر وسافر من خُرَاسَان مُتَوَجها الى بلادالروم وَلما انْتهى الى همذان قَالَ للَّذي اوصله الْجَائِزَة اني امتثلت امْرَهْ الشريف حَتَّى وصلت الى همذان وَبعد ذَلِك اتشبث بذيل الِاعْتِذَار وَأَرْجُو الْعَفو مِنْهُ اني لَا اقدر على الدُّخُول الى بلادالروم لما اسْمَع فِيهَا من مرض الطَّاعُون وَحكى الْمولى الاعظم سَيِّدي محيي الدّين الفناري عَن وَالِده الْمولى عَليّ الفناري انه قَالَ وَالِده وَكَانَ هُوَ قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان ان السُّلْطَان قَالَ لي يَوْمًا ان الباحثين عَن عُلُوم الْحَقِيقَة المتكلمون والصوفية والحكماء وَلَا بُد من المحاكمة بَين هَؤُلَاءِ الطوائف قَالَ قَالَ وَالِدي قلت للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان لَا يقدر على المحاكمة بَين هَؤُلَاءِ الا الْمولى عبد الرحمن الجامي قَالَ قَالَ فَأرْسل السُّلْطَان مُحَمَّد خَان اليه رَسُولا مَعَ جوائز سنية وَالْتمس مِنْهُ المحاكمة الْمَذْكُورَة فَكتب رِسَالَة حَاكم فِيهَا بَين هَؤُلَاءِ الطوائف فِي مسَائِل سِتّ مِنْهَا مسئلة الْوُجُود وأرسلها الى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَقَالَ ان كَانَت الرسَالَة مَقْبُولَة يلْحقهَا بباقي بَيَان الْمسَائِل والا فَلَا فَائِدَة فِي تَضْييع الاوقات فوصلت الرسَالَة الى الرّوم بعد وَفَاة السُّلْطَان مُحَمَّد خَان قَالَ الْمولى محيي الدّين الفناري وَبقيت تِلْكَ الرسَالَة عِنْد وَالِدي وأظن انه قَالَ انها عِنْدِي الان وَله نظم بِالْفَارِسِيَّةِ يرجحونه على نظم بعض السّلف وَله منشآت لَطِيفَة بِالْفَارِسِيَّةِ وَهِي فِي غَايَة الْحسن وَالْقَبُول