للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصل الى ولَايَة شرْوَان واتصل هُنَاكَ بِخِدْمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه السَّيِّد يحيى الشرواني واشتغل عِنْده بالرياضات والمجاهدات وتبدلت احواله وانتقل عشقه الْمجَازِي الى الْحَقِيقِيّ وَكَانَ يسكن تَارَة ببردعة وَتارَة بكنجة وَتارَة بقرًا اغاخ واحبه الْأَمِير حسن الطَّوِيل وَالِي بِلَاد تبريز محبَّة عَظِيمَة وارتحل إِلَى تبريز وأحبته سلجوق خاتون زَوْجَة الامير الْمَزْبُور وَهِي وَالِدَة السُّلْطَان يَعْقُوب وانزله السُّلْطَان يَعْقُوب زَاوِيَة بنتهَا زَوْجَة الامير جهانشاه بتبريز وَسكن بهَا مُدَّة واشتهر بِتِلْكَ الْبِلَاد وَصَارَ مرجعا للأكابر والاعيان وَنقل عَن بَابا نعْمَة الله النقشبندي انه قَالَ عدته فِي مرض مَوته فَوَجَدته متأسفا على الرياسة الَّتِي حصلت لَهُ من قبُول الزاوية المزبورة مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى سنّ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة

وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ حبيب الْعمريّ القراماني

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عمريا من جِهَة الاب وبكريا من جِهَة الام وَكَانَ اصله من ولَايَة قرامان من قَرْيَة تسمى بالقرية الْوُسْطَى بِالْقربِ من قَصَبَة نيكنده اشْتغل فِي أول عمره بِالْعلمِ وَعند اشْتِغَاله بِقِرَاءَة شرح العقائد ارتحل الى خدمَة السَّيِّد يحيى فلقي اولا جمَاعَة من مريديه فَقَالَ لَهُم هَل يقدر شيخكم ان يريني الرب تَعَالَى فِي يَوْم وَاحِد وَكَانَ فيهم الْحَاج حَمْزَة المدفون بقرية قراجه لر بِقرب من قَصَبَة فورشو نلو من ولَايَة كانقري فَلَطَمَهُ لطمة شَدِيدَة حَتَّى خر مغشيا عَلَيْهِ فَعلم الشَّيْخ هَذِه الْقَضِيَّة فَدَعَا الشَّيْخ حبيب وَقَالَ لَهُ انه لَا بَأْس ان الصُّوفِيَّة يغلب عَلَيْهِم الْغيرَة وان الامر كَمَا ظَنَنْت فامر لَهُ بِالْجُلُوسِ فِي مَوضِع ويقص عَلَيْهِ مَا رَآهُ فِي الْمَنَام ثمَّ قَالَ لمريديه انه من الْعلمَاء وَنقل عَنهُ انه قَالَ لما جَلَست فِي هَذَا الْموضع جَاءَت تجليات الْحق مرّة بعداخرى وفنيت كل مرّة وَبعد مداومته خدمته اثْنَتَيْ عشرَة سنة رَجَعَ باجازة مِنْهُ الى بِلَاد الرّوم وَلما اتى بِلَاد الرّوم طَاف بِتِلْكَ الْبِلَاد فَدخل ولَايَة قرامان وَولَايَة ايدين وَولَايَة الرّوم وَسكن مُدَّة بانقره ولازم زِيَارَة الشَّيْخ الْحَاج بيرام وَصَحب مَعَ الشَّيْخ آق شمس الدّين وَمَعَ الشَّيْخ إِبْرَاهِيم السيواسي وَمَعَ الامير النقشبندي القيصري وَمَعَ الشَّيْخ عبد المعطي من الزينية وَكَانَ لَهُ اشراف على الخواطر وَلم يره اُحْدُ رَاقِدًا وَلَا مُسْتَندا الا فِي مرض مَوته توفّي قدس سره

<<  <   >  >>