للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل الْكَامِل الْفَاضِل خواجه خير الدّين معلم السُّلْطَان مُحَمَّد خَان

قَرَأَ على عُلَمَاء عصره ثمَّ وصل الى خدمَة الْمولى المرحوم حضر بك ابْن جلال الدّين ثمَّ صَار مدرسا بِبَعْض الْمدَارِس ثمَّ صَار معلما للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَبنى جَامعا ومدرسة فِي مَدِينَة قسطنطينية وَكَانَ عَالما فَاضلا متفننا لذيذ الصُّحْبَة حسن النادرة طريف الطَّبْع قَالَ الْمولى الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى ان الْمولى الْمَذْكُور قَرَأَ على وَالِدي وَعِنْدِي كتاب شرح المواقف بعضه بِخَط جدي وَبَعضه بِخَط غَيره قَالَ الْمولى الْوَالِد كتب هَذِه الاجزاء الْمولى خواجه خير الدّين الْمَذْكُور لوالدي عِنْد قِرَاءَته عَلَيْهِ وَهُوَ خطّ مطبوع صَحِيح غَايَة الصِّحَّة توفّي رَحمَه الله تَعَالَى عَلَيْهِ فِي آخر سلطنة السُّلْطَان مُحَمَّد خَان روح الله تَعَالَى روحه وَنور ضريحه

وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْمولى حميد الدّين بن افضل الدّين الْحُسَيْنِي روح الله تَعَالَى روحهما وأوفر فتوحهما

كَانَ عَالما عَاملا وَكَانَ لَهُ جَانب عَظِيم من الْفضل والورع وَالتَّقوى وَكَانَ حَلِيم النَّفس صبورا على الشدائد متخشعا متواضعا قَرَأَ اولا على وَالِده وَهُوَ ايضا كَانَ عَالما صَالحا عابدا زاهدا قانعا صبورا ثمَّ قَرَأَ على عُلَمَاء عصره ثمَّ وصل الى خدمَة الْمولى يكان ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة السُّلْطَان مُرَاد خَان ابْن اودخان الْغَازِي بِمَدِينَة بروسه وعزل عَنْهَا فِي اوائل سلطنة السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وأتى هُوَ الى مَدِينَة قسطنطينية وبينما هُوَ يمر فِي بعض طرقها اذ لَقِي السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَهُوَ ماش فِي عدَّة من غلمانه وَكَانَ من عَادَته ذَلِك قَالَ فعرفته وَنزلت عَن فرسي ووقفت فَسلم عَليّ وَقَالَ انت ابْن افضل الدّين قَالَ قلت نعم قَالَ احضر الدِّيوَان غَدا قَالَ فَحَضَرت وَلما دخل الوزراء عَلَيْهِ قَالَ جَاءَ ابْن افضل الدّين قَالُوا نعم قَالَ اعطيته مدرسة وَالِدي السُّلْطَان مُرَاد خَان بِمَدِينَة بروسه وعينت لَهُ كل يَوْم خمسين درهما وَطَعَامًا يَكْفِيهِ من مطبخ عِمَارَته فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ وَقبلت يَده اوصاني بالاشتغال بِالْعلمِ وَقَالَ انا لَا اغفل عَنْك قَالَ فاشتغلت بِتِلْكَ لمدرسة وَسَقَطت لحيتي من كَثْرَة الِاشْتِغَال حَتَّى اتهمني بعض الاعداء بِمَرَض

<<  <   >  >>