قَالَ حَتَّى كدت ان اموت فعرضت ذَلِك على الاطباء فَأمروا بِقطع الْعُضْو قَالَ ثمَّ ذهبت الى ابْن الذَّهَبِيّ الْمَذْكُور فعرضت عَلَيْهِ حَالي وَقَول الاطباء من قطعه قَالَ فَضَحِك من قَوْلهم ثمَّ استدعى بِرَصَاصٍ فَعمل مِنْهُ ابرا كَثِيرَة بَعْضهَا اغلظ من بعض فَجعل فِيهِ الدَّقِيق اولا ثمَّ الاغلظ فالأغلظ وَمَا تمّ يَوْم وَلَيْلَة حَتَّى انْفَتح قَالَ ثمَّ أَمرنِي بَان لَا اخلي الْعُضْو من ان ادخل فِيهِ ابرة عَظِيمَة غَلِيظَة من تِلْكَ الابر مِقْدَار سنة وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ ذَلِك الْعَالم من محَاسِن الاسلام ونوادر الْأَيَّام عَلَيْهِ رَحْمَة الْملك العلام
وَمن مَشَايِخ الطَّرِيقَة فِي زَمَانه الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الْوَاصِل الى الله شمس الْملَّة وَالدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة الشهير بآق شمس الدّين نجل الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي قدس سره
ولد بِدِمَشْق الشَّام المحروسة ثمَّ اتى مَعَ وَالِده وَهُوَ صبي الى بِلَاد الرّوم واشتغل بالعلوم وكملها حَتَّى صَار مدرسا بمدرسة عثمانجق وَكَانَ مائلا الى طَريقَة الصُّوفِيَّة وَكَانَ يرغبه بعض الصلحاء فِي الْوُصُول الى خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه الْحَاج بيرام الا انه كَانَ يُنكر عَلَيْهِ لَان الشَّيْخ الْحَاج بيرام كَانَ يسْأَل النَّاس ويدور فِي الاسواق لحوائج الْفُقَرَاء والمديونين مَعَ مَا فِيهِ من كسر النَّفس وَفِي ذَلِك الْوَقْت بلغه صيت الشَّيْخ زين الدّين الخافي فَترك التدريس وَتوجه اليه وَلما وصل الى حلب رأى فِي الْمَنَام ان فِي عُنُقه سلسلة طرفها بيد الشَّيْخ الْحَاج بيرام بِمَدِينَة انقره فَتوجه بِالضَّرُورَةِ الى بَلْدَة عثمانجق ثمَّ توجه الى خدمَة الشَّيْخ الْحَاج بيرام فَوَجَدَهُ مَعَ مريديه يحصدون الزَّرْع وَلم يلْتَفت اليه الشَّيْخ بيرام واشتغل آق شمس الدّين مَعَ الْجَمَاعَة فِي الْخدمَة الْمَذْكُورَة وَلما فرغوا مِنْهَا احضر لَهُم الطَّعَام فوزعوه على الْفُقَرَاء وَجعلُوا من الطَّعَام حِصَّة للكلاب وَلم يلْتَفت الشَّيْخ الْحَاج بيرام الى الشَّيْخ آق شمس الدّين وَلم يَدعه الى الطَّعَام فَقعدَ الشَّيْخ آق شمس الدّين مَعَ الْكلاب واشتغل بالاكل مَعَهم وَعند ذَلِك ناداه الشَّيْخ الْحَاج بيرام وَقَالَ يَا كوسج ادن مني وَقد جذبت قلبِي فاشتغل عِنْده بالتحصيل وَحصل طَريقَة الصُّوفِيَّة ونال مَا نَالَ من الكرامات الْعلية والمقامات السّنيَّة من جملَة مناقبه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute