للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

انه كَانَ طَبِيبا للأبدان كَمَا هُوَ طَبِيب للأرواح وَله فِي الطِّبّ الظَّاهِر تصانيف يرْوى ان العشب تناديه وَتقول انا شِفَاء من الْمَرَض الْفُلَانِيّ وَمن جملَة اخباره ان سُلَيْمَان جلبي بن خَلِيل باشا الْوَزير كَانَ قَاضِيا بالعسكر فِي زمن السُّلْطَان مرادخان وَقد مرض بِمَدِينَة ادرنه فِي أَيَّام وزارة وَالِده وَكَانَ الشَّيْخ الْمَزْبُور بِالْمَدِينَةِ الْمَذْكُورَة فِي ذَلِك الْوَقْت وَقد دَعَا الْوَزير الْمَذْكُور الشَّيْخ للدُّعَاء لوَلَده والعلاج لَهُ رُوِيَ ان الشَّيْخ عبد الرَّحِيم الشهير بِابْن الْمصْرِيّ من خلفاء الشَّيْخ الْمَذْكُور قَالَ ذهبت مَعَ الشَّيْخ الى الْمَرِيض الْمَذْكُور فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَوَجَدنَا اطباء السُّلْطَان حول الْمَرِيض يحْضرُون الادوية للعلاج فَقَالَ الشَّيْخ للأطباء أَي مرض هَذَا قَالُوا الْمَرَض الْفُلَانِيّ فَقَالَ الشَّيْخ عالجوه بدواء السرسام فَأنْكر عَلَيْهِ الاطباء وَخَرجُوا من عِنْد الْمَرِيض فاخذ الشَّيْخ بِدَوَاةٍ وَكتب اسامي الادوية فأحضروها وعالجه بهَا وَظهر النَّفْع فِي الْحَال وَمَعَ ذَلِك لم يسْأَل عَن حَال الْمَرِيض وَلم يتتبع عَلَامَات مَرضه قَالَ ابْن الْمصْرِيّ وَلما خرجنَا من عِنْد الْمَرِيض قَالَ لي لَو سكت عَنهُ لأهلكته الاطباء بعلاجهم ثمَّ ان السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لما أَرَادَ فتح قسطنطينية دَعَا الشَّيْخ للْجِهَاد ودعا ايضا الشَّيْخ آق بيق وارسل اليهما المرحوم احْمَد باشا ابْن ولي الدّين للتوجه الى فتح قسطنطينية وَكَانَ آق بيق رجلا مجذوبا لم يصحل مِنْهُ شَيْء وَأما الشَّيْخ آق شمس الدّين فَقَالَ سيدخل الْمُسلمُونَ القلعة من الْموضع الْفُلَانِيّ فِي الْيَوْم الْفُلَانِيّ وَقت الضحوة الْكُبْرَى وَأَنت تكون حِينَئِذٍ عِنْد السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَحكى لي بعض اولاده انه جَاءَ ذَلِك الْوَقْت وَلم تنفتح القلعة فَحصل لنا خوف عَظِيم من جِهَة السُّلْطَان فَذَهَبت اليه وَهُوَ فِي خيمته وَوَاحِد من خُدَّامه وَاقِف على الْبَاب وَمَنَعَنِي عَن الدُّخُول لانه اوصاه ان لَا يدْخل عَلَيْهِ اُحْدُ فَرفعت اطناب الْخَيْمَة وَنظرت فاذا هُوَ ساجد على التُّرَاب وراسه مَكْشُوف وَهُوَ يتَضَرَّع ويبكي فَمَا رفعت رَأْسِي الا قَامَ على رجله وَكبر وَقَالَ الْحَمد لله منحنا الله تَعَالَى فتح القلعة قَالَ فَنَظَرت الى جَانب القلعة فاذا الْعَسْكَر قد دخلُوا بأجمعهم فَفتح الله تَعَالَى ببركة دُعَائِهِ وَكَانَت دَعوته تخترق السَّبع الطباق ثمَّ تفرق وتملأ بركاتها الافاق وَلما دخل السُّلْطَان مُحَمَّد خَان القلعة نظر الى جَانِبه فاذا ابْن

<<  <   >  >>