غرق اكثرها فِي الْبَحْر وَضاع مَا بَقِي بعد وَفَاته وَله رِسَالَة لَطِيفَة فِي بحث الْوُجُود الذهْنِي واسئلة على شرح المطول للتخليص لسعدالدين التَّفْتَازَانِيّ وهما موجودتان عِنْدِي وَكَانَ يكْتب الْخط الْحسن فِي الْغَايَة وَكَانَ مَشْهُورا بذلك حَتَّى ان السُّلْطَان بايزيدخان امْرَهْ ان يكْتب برسمه بعض الرسائل فكتبها لَهُ ونال مِنْهُ انعاما جزيلا وَكَانَت لَهُ كتب كَثِيرَة بِخَطِّهِ الا انها غرقت فِي الْبَحْر وَمَا بَقِي الا الْقَلِيل نور الله مرقده وَفِي غرف الْجنان أرقده
وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل الْفَاضِل الْكَامِل الْمولى عبد الواسع بن خضر
ولد رَحمَه الله تَعَالَى ببلدة ديمه توقه وَكَانَ وَالِده من الامراء وَهُوَ اشْتغل بِالْعلمِ الشريف وَقَرَأَ وَهُوَ شَاب على الْمولى شُجَاع الدّين الرُّومِي حِين كَانَ مدرسا بمدرسة ديمه توقه ثمَّ قَرَأَ على الْمولى لطفي التوقاتي ثمَّ قَرَأَ على الْمولى العذاري ثمَّ وصل الى خدمَة الْمولى الْفَاضِل افضل زَاده ثمَّ ارتحل الى بلادالعجم وَوصل الى بَلْدَة هراة من بِلَاد خُرَاسَان وَقَرَأَ هُنَاكَ على الْعَلامَة شيخ الاسلام حافد الْعَلامَة سعدالدين التَّفْتَازَانِيّ حَوَاشِي شرح الْمطَالع وحواشي شرح الْعَضُد للسَّيِّد الشريف وَغير ذَلِك ثمَّ اتى بلادالروم فِي أَوَاخِر سلطنة السُّلْطَان بايزيدخان وَحين جلس السُّلْطَان سليم خَان على سَرِير السلطنة اعطاه مدرسة عَليّ بيك بِمَدِينَة أدرنه ثمَّ أعطَاهُ الْمدرسَة الحجرية بِالْمَدِينَةِ الْمَذْكُورَة ثمَّ اعطاه مدرسة الْوَزير مَحْمُود باشا بِمَدِينَة قسطنطينية ثمَّ أعطَاهُ احدى المدرستين المتجاورتين بادرنه ثمَّ اعطاه احدى الْمدَارِس الثمان وَقبل وُصُوله اليها أعطَاهُ مدرسة السُّلْطَان بايزيدخان بِمَدِينَة ادرنه ثمَّ أعطَاهُ قَضَاء بروسه وَلما جلس السُّلْطَان سلطاننا الاعظم سلمه الله تَعَالَى وابقاه على سَرِير السلطنة أعطَاهُ قَضَاء قسطنطينية وَبعد يَوْمَيْنِ جعله قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور فِي ولَايَة اناطولي ثمَّ جعله قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور فِي ولَايَة روم ايلي ثمَّ عَزله عَن ذَلِك وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم بطرِيق التقاعد ثمَّ صرف جَمِيع مَا فِي يَده من المَال الى وُجُوه الْخيرَات وَبنى مكتبين ومدرسة ووقف جَمِيع كتبه على الْعلمَاء بِمَدِينَة أدرنه ثمَّ فرق مَا عِنْده من الطّلبَة وَأمر السُّلْطَان ان يُعْطوا المناصب عِنْد تيسرها وَكَانَت عِنْده جَارِيَة أعْتقهَا وَزوجهَا لرجل صَالح ثمَّ ارتحل مُنْفَردا عَن الاهل وَالْمَال والجاه الى مَكَّة المشرفة وَاعْتَزل هُنَاكَ عَن النَّاس واشتغل بِالْعبَادَة