للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُحَمَّد بن السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان ثمَّ قلد قَضَاء حلب ثمَّ نقل الى قَضَاء بروسه ثمَّ الى قَضَاء ادرنه ثمَّ صَار قَاضِيا بالعساكر المنصورة بِولَايَة اناطولي المعمورة ثمَّ تقاعد عَنهُ بوظيفة مثله ثمَّ قلد تدريس دَار الحَدِيث السليمانية وَزيد على وظيفته سِتُّونَ درهما فدام فِيهَا على الدَّرْس والافادة فِي الازمنة الْمَعْهُودَة والايام الْمُعْتَادَة الى ان درج الى رَحْمَة الله تَعَالَى فِي آخر ذِي الْقعدَة سنة تسعين وَتِسْعمِائَة كَانَ المرحوم بحرا من بحار الْعُلُوم يقذف للقريب من جَوَاهِر معارفه عجائبا وَيبْعَث للغريب من طماطم فضائله سحائبا فتح بمفاتيح انظاره الدقيقة مغالق المعضلات وَحل بخاطره الْيَقظَان وفكره العجيب الشان عقدالمشكلات وَكَانَ رَحمَه الله عديم النظير فِي سرعَة الانتقاد وَحسن التَّقْرِير صَاحب ذهن متقد كشعلة نَار واثبا على الْخُصُوم كطالب ثار مَعَ كَمَال ادب وسكينة ووقار وَكَانَ رَحمَه الله مربيا للْعُلَمَاء ومحبا للمشايخ والصلحاء لذيذ الصُّحْبَة حُلْو المقاربة حسن السمت لطيف المجاوبة وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ رَحمَه الله انْظُر اهل زَمَانه وَفَارِس مدانه والمقدم على اقرانه عَامله الله بمزيد احسانه

وَمِمَّنْ ارْتقى بعض المدارج الْعليا وَنزل عَنْهَا قبل وُصُوله الى الْغَايَة القصوى الْمولى شمس الدّين احْمَد الْمَعْرُوف بالعزمي

كَانَ ابوه من جملَة من يخْدم الاموال الاميرية ويضبط المقاطعات السُّلْطَانِيَّة وَقد ولد رَحمَه الله فِي دَار السلطنة السّنيَّة قسطنطينية المحمية وَنَشَأ فِي صُحْبَة الاكابر الْعِظَام ومجلس الافاضل الفخام غائصا فِي بحار فضائلهم الذاخرة وملتقطا من دُرَر معارفهم الفاخرة فَبعد مَا تحرّك فِي ميدان الاستفادة صَار ملازما من الْمولى عَلَاء الدّين الحناوي بطرِيق الاعادة ودرس اولا بمدرسة رستم باشاببلدة روسجق بِخَمْسَة وَعشْرين ثمَّ صَار وظيفته فِيهَا ثَلَاثِينَ ثمَّ بِالْمَدْرَسَةِ الافضلية بقسطنطينية المحمية باربعين ثمَّ مدرسة سِنَان باشا ببشك طاش بِخَمْسِينَ ثمَّ نقل الى احدى المدرستين المتجاورتين بادرنه ثمَّ الى احدى الْمدَارِس الثمان وَمِنْهَا ارسل الى تفتيش جَزِيرَة قبرس فَلَمَّا عَاد عَنْهَا نقل الى احدى الْمدَارِس السليمانية فَلَمَّا

<<  <   >  >>