للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَبَاطنا يرْوى انه كَانَ دَائِم الِاسْتِغْرَاق وَمن جملَة مناقبه انه أَتَى اليه رجل بجوز بطرِيق الْهَدِيَّة فَلم يقبلهَا وَلما تكدر الرجل من عدم قبُوله لَهَا قَالَ مظْهرا عذره اليه الْيَسْ وهبت هَذِه الشَّجَرَة من زَوجتك بَدَلا من مهرهَا فاعترف الرجل بذلك وتسلى توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة قدس الله سره الْعَزِيز

وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ حاجي خَليفَة المنتشوي

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى من طلبة الْعلم اولا ثمَّ ترك طَريقَة الْعلم وانتسب الى خدمَة الشَّيْخ مَحْمُود جلبي الْمَذْكُور وَحصل عِنْده طَريقَة التصوف وأكملها حَتَّى وصل الى مرتبَة ارشاد الطالبين وَأَجَازَ لَهُ بالارشاد وَكَانَ رجلا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مشتغلا بالعبادات وارشاد الطالبين متواضعا متخشعا اديبا لبيبا وقورا مبارك النَّفس مرضِي السِّيرَة وَكَانَ لَا ينَام اللَّيْلَة بِطُولِهَا وَكَانَ يجلس مُسْتَقْبل الْقبْلَة مشتغلا بِاللَّه تَعَالَى الى الْفجْر وَكَانَت لَهُ كَلِمَات مُؤثرَة فِي الْقُلُوب وكل من جَالس مَعَ يمتلىء قلبه بالخشية وَلما اصبح فِي يَوْم من الايام ركب بغلته وَعبر الْبَحْر واراد السّفر وَلم يكن لَهُ زَاد وراحلة وَتَبعهُ اثْنَان من الصُّوفِيَّة وَلم يدر اُحْدُ الى ايْنَ يذهب هُوَ وَلم يخبر زَوجته ايضا بِسَفَرِهِ فسافر الى الْحجاز وَحج وزار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبعد أَيَّام مرض وَمَات وَدفن هُنَاكَ قدس الله سره الْعَزِيز

وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ بكر خَليفَة السيماوي

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى من طلبة الْعلم الشريف اولا ثمَّ رغب فِي التصوف واتصل بِخِدْمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الْحَاج خَليفَة الْمَذْكُور وَحصل عِنْده مَا حصل من الكرامات الْعلية حَتَّى جلس مَكَان شَيْخه بعد وَفَاته للارشاد وَكَانَ رَحمَه الله مشتغلا بِنَفسِهِ مُنْقَطِعًا عَن الْخَلَائق ومتبتلا الى الله تَعَالَى وَكَانَ عَالما عَارِفًا لينًا متواضعا متخشعا اديبا لبيبا وقورا صبورا حَلِيمًا كَرِيمًا محبا للخير وَأَهله معرضًا عَن أَبنَاء الدُّنْيَا ومقبلا الى الْآخِرَة توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة روح الله روحه وأوفر فِي الْجنان فتوحه

<<  <   >  >>