مرتبَة من جِهَة كَلَفْظِ الله تَعَالَى وَكَذَا غَيره من الاسماء فَيكون ذكر الرّوح مُشَاهدَة الاسماء والتوجه اليها بِالْكُلِّيَّةِ فاذا داوم السالك على الذّكر يكون فانيا فِي اوصافه بَاقِيا بأوصاف الْحق متخلقا باخلاق الله تَعَالَى وَفِي هَذَا الْموضع يحْتَاج الى المرشد الْكَامِل غَايَة الِاحْتِيَاج اذ هُوَ مقَام الْحيرَة فاذا انْكَشَفَ اسْم الله تَعَالَى مثلا يَقُول المرشد الْكَامِل اشْتغل باسم الله تَعَالَى أَي بِالذَّاتِ المستجمع لجَمِيع الصِّفَات فَلَا تلْتَفت الى غير ذَلِك الِاسْم حَتَّى تظهر تفاصيل الاسماء وَالصِّفَات فاذا ظهر اسْم السَّمِيع مثلا تكون مُشَاهدَة اسْم السَّمِيع وَهَكَذَا الى ان تَنْتَهِي الاسماء بِالْكُلِّيَّةِ وَفِي هَذَا الْمقَام قد تحير كثير مِمَّن وصل اليه انه لَا مرتبَة اعلى مِمَّا وجد كحسين بن مَنْصُور حِين ظُهُور اسْم الْحق واتصافه بِهِ فانه قَالَ لَا مرتبَة اسنى أَي اعلى مِنْهَا وَمن اطلاق لفظ الِاسْم على الْمركب من الصَّوْت والحروف وَقع الْبَعْض فِي غلط لقُصُور الْفَهم وَلذَا قَالَ الشَّيْخ الزَّاهدِيّ الكيلاني للشَّيْخ الصافي عَلَيْهِمَا الرَّحْمَة حِين وُصُوله الى اسْم الله تَعَالَى اشْتغل باسم الله تَعَالَى ففهم الشَّيْخ الصافي ان مُرَاده مُشَاهدَة الِاسْم الَّذِي هُوَ عين الْمُسَمّى وَلَا تلْتَفت الى غَيره فان الذّكر فِي ذَلِك الْمنزل مُشَاهدَة الِاسْم وتوهم الْغَيْر كالشيخ عمر الخلوتي ان المُرَاد اشْتغل بِلَفْظ الله تَعَالَى وَكَذَا غَيره من الاسماء فاشتغلوا بالأسماء اللفظية فِي منَازِل النَّفس ولزمهم ان يكون لفظ الله وَحي وَهُوَ غَيرهَا عين مُسَمّى الذَّات الْوَاجِب الْوُجُود فَالْتَزمهُ بعد من يحذو حذوه وَسمعت من بَعضهم يَقُول ان اللَّفْظ الْخَارِج من الْفَم كَهُوَ وَالله هُوَ عين الْمُسَمّى وَقَالَ بَعضهم ان اصل هُوَ الْهَوَاء ومنشأ غلطه انه يفهم من الْهَوَاء الْخَارِج من انفه لَفْظَة هُوَ وَهُوَ اسْم وَالِاسْم عين الْمُسَمّى فَمَعَ هَذَا سيرهم معكوس ومنكوس لَان اسْم الله تَعَالَى اسْم للذات المستجمع لجَمِيع الاسماء المتصف بِجَمِيعِ الصِّفَات وتفاصيل هَذِه الاسماء الاصطلاحية تحصل بالاشتغال بِهِ على تَقْدِير تَسْلِيم السلوك بِهِ وَلَفظ هُوَ اسْم للذات الاحدية أَي اسْم للذات الْمَأْخُوذَة من حَيْثُ انْتِفَاء جَمِيع النّسَب والاضافات والسلوب وَبعده لَا اسْم وَلَا رسم وَلَا لِسَان حَتَّى لَو غير بِلَفْظ الْوُجُود وَغَيره لَا يكون اسْما لَهُ حَقِيقَة فَكيف يشْتَغل بِغَيْرِهِ من الالفاظ ثمَّ الذّكر الْخَفي وَهُوَ مشَاهد جمال