كَانَ يلومه وَالِده عَلَيْهِ يرْوى انه كَانَ يَأْكُل مَعَه اللَّحْم يَوْمًا فِي طبق فلامه على ميله الى الشكوك وَقَالَ بلغ بك الشكوك الى مرتبَة يُمكن ان تشك فِي ان هَذَا الظّرْف من نُحَاس قَالَ يُمكن ذَلِك لَان للحواس اغاليط فَغَضب وَالِده عَلَيْهِ وَضرب بالطبق على رَأسه وَلما مَاتَ وَالِده كَانَ هُوَ فِي جوَار الْعشْرين من سنه فَأعْطَاهُ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان مدرسة بأدرنه ثمَّ اعطاه مدرسة دَار الحَدِيث بأدرنه ثمَّ جعله معلما لنَفسِهِ وَمَال الى صحبته وَكَانَ لَا يُفَارِقهُ وَلما جَاءَ الْمولى عَليّ القوشجي الى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان حرض السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الْمولى سِنَان باشا على تعلم الْعُلُوم الرياضية مِنْهُ فَأرْسل هُوَ الْمولى لطفي وَكَانَ من تلامذته فِي ذَلِك الْوَقْت الى الْمولى عَليّ القوشجي فَقَرَأَ هُوَ على الْمولى عَليّ القوشجي الرياضية وَأخْبر كل مَا سمع مِنْهُ للْمولى سِنَان باشا حَتَّى أكمل الْعُلُوم الرياضية كلهَا وَكتب بِأَمْر السُّلْطَان مُحَمَّد خَان حَوَاشِي على شرح الجغميني لقَاضِي زَاده الرُّومِي ثمَّ جعل السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الْمولى الْمَذْكُور وزيرا وتقرب عِنْده غَايَة التَّقَرُّب فَطلب السُّلْطَان مُحَمَّد خَان يَوْمًا رجلا من الْعلمَاء يكون امينا على خَزَنَة كتبه فَذكر عِنْده الْمولى لطفي فَجعله امينا على تِلْكَ الخزانة ووقف هُوَ بواسطته على لطائف الْكتب وغرائب الْعُلُوم مَعَ انه وَقع بَينه وَبَين السُّلْطَان مُحَمَّد خَان امْر كَانَ سَببا لعزله وحبسه لما سَمعه عُلَمَاء الْبَلدة اجْتَمعُوا فِي الدِّيوَان العالي وَقَالُوا لَا بُد من اطلاقه من الْحَبْس والا نحرق كتبنَا فِي الدِّيوَان العالي ونترك مملكتك فَأخْرجهُ وَسلمهُ اليهم وَلما سكنوا اعطاه قَضَاء سفر يحصار مَعَ مدرسته وَأخرجه فِي ذَلِك الْيَوْم من قسطنطينية فَخرج وَلما وصل الى ازنيق ارسل خَلفه طَبِيبا ووقال عالجه لقدا ختل عقله فَأعْطَاهُ الطَّبِيب الْمَذْكُور شربة وَضرب كل يَوْم خمسين عَصا فَلَمَّا سَمعه الْمولى ابْن حسام الدّين ارسل كتابا الى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَقَالَ لَهُ اما ان ترفع هَذَا الظُّلم واما ان اخْرُج من مملكتك فَرفع عَنهُ الظُّلم الْمَذْكُور وَذهب هُوَ الى سفريحصار وَأقَام هُنَاكَ بِمَا لَا يُمكن شَرحه من الكآبة والحزن وَمَات السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَهُوَ فِيهَا وَلما جلس السُّلْطَان بايزيد خَان على سَرِير السلطنة أعطَاهُ مدرسته دَار الحَدِيث بأدرنه وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم وَكتب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute