ثمَّ الْكَنْز والشاطبي وَغَيرهمَا ثمَّ تفقه على عميه الشَّيْخ حُسَيْن وَالشَّيْخ احْمَد وَكَانَا فاضلين وقرا عَلَيْهِمَا الاصول والقراآت والعربية ثمَّ سَار الى حصن كيفا وآمد ثمَّ الى تبريز وَأخذ عَن علمائها واشتغل هُنَاكَ سنتَيْن وقرا فِي تبريز على الْعَالم الْفَاضِل الْمولى مزِيد ثمَّ رَجَعَ الى انطاكية وحلب وَأقَام ثمَّة وَوعظ ودرس وَأفْتى واشتهرت فضائله ثمَّ خرج الى الْقُدس الشريف وجاور هُنَاكَ ثمَّ الى مَكَّة المشرفة فحج ثمَّ ذهب الى مصر فَسمع هُنَاكَ من السُّيُوطِيّ والشمني وأجازا لَهُ وَوعظ ودرس وَأفْتى فَحصل لَهُ ثمَّة قبُول عَظِيم حَتَّى طلبه السُّلْطَان قايتباي فلاقاه ووعظه وَألف لَهُ كتابا فِي الْفِقْه مُسَمّى بالنهاية فاحبه واكرمه غَايَة الاكرام وَأحسن جوائزه وَلم يَأْذَن لَهُ فِي الرحيل فَبَقيَ عِنْده الى ان توفّي الْملك قايتباي فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعمِائَة ثمَّ سَافر الى الرّوم من الْبَحْر فجَاء الى بروسه وأحبه اهلها جدا فاقام هُنَاكَ واشتغل بالوعظ وَالنَّهْي عَن الْمُنْكَرَات ثمَّ ذهب الى مَدِينَة قسطنطينية فاحبه اهلها ايضا وَسمع السُّلْطَان بايزيدخان وعظه فَمَال اليه كل الْميل وَكَانَ يُرْسل اليه الجوائز دَائِما وَألف لَهُ كتابا مُسَمّى بتهذيب الشَّمَائِل فِي سيرة نَبينَا صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم وكتابا آخر فِي التصوف ولاقاه ودعا لَهُ ثمَّ خرج السُّلْطَان الى الْغَزْو وَهُوَ مَعَه فَفتح مَعَه قلعة مشون وَكَانَ ثَانِي الداخلين اليها اَوْ ثالثهم ثمَّ رَجَعَ الى قسطنطينية وَبَقِي هُنَاكَ يامر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر بِحَيْثُ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم ويتعرض للملاحدة والصوفية فِي رقصهم ثمَّ رَجَعَ مَعَ اهله الى حلب المحروسة فاكرمه ملك الامراء خير بك جدا وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَالْتزم جَمِيع حَوَائِجه وَهُوَ مَعَ ذَلِك لم يَأْكُل مِنْهُ شيا فَمَكثَ ثَمَان سِنِين مشتغلا بالتفسير والْحَدِيث وَالرَّدّ على الْمَلَاحِدَة وَالرَّوَافِض سِيمَا على طاغية اردبيك وَكَانَت تِلْكَ الطَّائِفَة يبغضونه بِحَيْثُ يلعنونه مَعَ الصَّحَابَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم فِي المجامع ثمَّ عَاد الى الرّوم ثمَّ زمن السُّلْطَان سليم خَان وحرضه على الْجِهَاد الى قرلباش وَألف لَهُ كتابا فِي أَحْوَال الْغَزْو وفضائله وَهُوَ كتاب نَفِيس جدا فَذهب مَعَه الى حَرْب تِلْكَ الطَّائِفَة وَكَانَ يعظ كل يَوْم فِي الطَّرِيق للجند وَيذكر لَهُم ثَوَاب الْجِهَاد خُصُوصا بِتِلْكَ الطَّائِفَة وَالسُّلْطَان يُكرمهُ وَيحسن اليه كثيرا وَلما التقى الْجَمْعَانِ وحمي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute