.. لقد دفن الْمجد الرفيع بدفنه ... وَعز منيع والخلال الصوالح
وجد لرايات السِّيَادَة ناصب ... وجد لايات السَّعَادَة وَاضح
وَقد بَكت الاقلام اذ فاض بالاسى ... عَلَيْهِ كَمَا رنت عَلَيْهِ الصفائح
ذَر الْمَوْت يفني من اراد فانه ... ثوى الْيَوْم من يخْشَى عَلَيْهِ الفوادح
لحا الله دُنْيَانَا وخطب صروفها ... فَلم ير من اهوالها قطّ ناجح
اذا اعجلت سَهْما من الْعَيْش نَاعِمًا ... فَمن خَلفه سهم من الْبُؤْس فادح
سلاف قصاراها زعاف ومركب ... شهي اذا استلذذته فَهُوَ جامح
وَقد جاد مَا قد قيل فِي وصف حظها ... وَمَا هُوَ وصف ان تدبرت صَالح
رويدك يَا من غره طيف عزها ... فعما قَلِيل عَنْك ذَلِك نازح
وَمَا هُوَ الا كالشهاب وضوئِهِ ... يَزُول بآن بَعْدَمَا هُوَ لائح
وأودى وَلَكِن طيب ذكرَاهُ خَالِد ... الى الْحَشْر يبْقى وَهُوَ كالمسك فائح
الا ايها الْملك السعيد المكرم ... عَلَيْك سَلام الله ماحن صادح ...
وَقَالَ المخدوم مُحَمَّد ابْن الْمولى بُسْتَان فِي قصيدة طَوِيلَة ... نسيم الصِّبَا رقت باشجان فرقة ... حمامة ذَات السدر جنت من الذعر
احامي حمى الاسلام اودى وَهل لَهُ ... نعيت لدين انت مَالك من عذر
ازالت من الدُّنْيَا مراسم بهجة ... وآلت مسرات الزَّمَان الى الضّر
دموعي جودي فِي رزية عَادل ... عديل ابْن خطاب مثيل ابي بكر
لقد ذاق من كاس الْحمام امامنا ... امام الْهدى بَحر الندى طيب الْبشر
انام انام الْعَهْد فِي مهد عدله ... فراح الى دوح على سندس خضر
تفضلت الايام بِالْجمعِ بَيْننَا ... فَفرق من أجل الْقُصُور عَن الشُّكْر
كَذَلِك دهر الدَّهْر بؤس ونعمة ... وناهيك تِلْكَ الْحَال فِي الْوَعْظ وَالذكر
فواحسرتا ان أنزل الدَّهْر مثله ... من الْقصر فِي قَعْر الجنادل والصخر
فَمَا اخضر بالمروين بعْدك عوده ... وَمَا غردت وَرْقَاء فِي الرَّوْض ذِي النُّور
وَمَا قلبت ايدي الفوارس بعده ... رماحا لَدَى الهيجاء ذِي الْكر والفر
سقى الله قبرا من سحائب نعمه ... تضمن بحرا فِي الندى صافي الْبر ...