وَقَرَأَ على الْعَالم النحرير الْمولى مُحَمَّد الشهير بمرحبا ثمَّ وصل الى خدمَة الْمولى المسي سعد بن عِيسَى ثمَّ حبب لَهُ الْعُزْلَة والانقطاع فسلك مَسْلَك القناعة والانجماع وَرغب عَن قبُول المنصب وَاخْتَارَ خطابة جَامع احْمَد باشا فِي قَصَبَة جورلي فتقاعد فِي القصبة المزبورة واكب على الِاشْتِغَال والافادة من الْكتب الْمَشْهُورَة فَاجْتمع اليه الطّلبَة واهرعوا من الاماكن وَالْبِقَاع وانتفعوا بِهِ أَي انْتِفَاع وَكتب رَحمَه الله فِي اثناء درسه حَاشِيَة لَطِيفَة على حَوَاشِي الْمولى الخيالي على شرح العقائد للعلامة التَّفْتَازَانِيّ توافقها فِي الدقة والوجازة وَكتب ايضا حَاشِيَة على شرح المسعودية من آدَاب الْبَحْث وعلق حَوَاشِي على بعض الْمَوَاضِع من شرح المتاح للشريف الْجِرْجَانِيّ وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي القصبة المزبورة سنة تسع وَسبعين وَتِسْعمِائَة
وَكَانَ رَحمَه الله عَالما فَاضلا مدققا يذلل من الْعُلُوم صعابها ويكشف عَن وُجُوه مخدراتها حجابها وَيحل ببنان افكاره الصائبة عقد المشكلات وَيرْفَع بأيدي انظاره الثاقبة عقال المعضلات مواظبا على النّظر والافادة حَتَّى أفناه الدَّهْر واباده وَكَانَ رَحمَه الله ظريف الطَّبْع لذيذ الصُّحْبَة حُلْو المحاضرة ينظم الشّعْر على لِسَان التّرْك بابلغ النظام ويتمشى فِيهِ ببهشتى كَمَا هُوَ دأب شعراء الرّوم والاعجام وَقد عثر على كَلِمَات لَهُ علقها على مَوضِع من شرح كَافِيَة ابْن الْحَاجِب للفاضل الْهِنْدِيّ مِمَّا يمْتَحن بِهِ اذهان الطّلبَة فاثبتها فِي هَذَا الْمقَام وختمت بهَا ذَلِك الْكَلَام قَالَ قَالَ الشَّارِح والاسناد اليه أَي الى الِاسْم فورد ان قَوْله والاسناد اليه عطف على الْمُبْتَدَأ فَيكون حِينَئِذٍ فِي حكمه وَخَبره فِي حكم خَبره فالمآل اسناد الشَّيْء الى الِاسْم من خَواص الِاسْم فَهَذَا لَغْو من الْكَلَام واجاب عَنهُ بقوله وَالْحكم عَلَيْهِ أَي الاسناد اليه بالخصوص أَي بِكَوْنِهِ خَاصَّة الِاسْم بِاعْتِبَار الطبيعة النوعية للاسم المتناول للمسند والمسند اليه دون الصنفية وَهِي قسم الْمسند اليه (المستفادة) وصف للطبيعة الصنفية (وَمن اليه الْمُخْتَص بِهِ) وصف لقَوْله اليه وَضمير بِهِ رَاجع الى الصِّنْف وَالْجَار دَاخل على الْمَقْصُور وَمُلَخَّصه ان المُرَاد اسناد الشَّيْء الى صنف الِاسْم من خَواص نوع الِاسْم فَلَا