الْكثير من ارباب الطّلب والارادة الى ان نبت فِي تِلْكَ النواحي بذور الالحاد وفاش وَظَهَرت الطَّائِفَة الْمَعْرُوفَة بقزلباش فطغوا فِي الْبِلَاد فاكثروا فِيهَا الْفساد فَخرج المرحوم الى ديار الاكراد وَأقَام مُدَّة فِي يدليز ثمَّ اعاده حب الوطن الى تبريز وَلما وقف على رُجُوعه ذَلِك الرجل الرذيل رَئِيس تِلْكَ الطَّائِفَة الطاغية اسمعيل عزم على قَتله وزجره فَطَلَبه من فوره وَلما دخل عَلَيْهِ لم يسْجد لَهُ على مَا هُوَ الْعَادة لمن دخل عَلَيْهِ وَمثل بَين يَدَيْهِ وخاطبه بِغَيْر الْخَوْف والخشية والوحشة فَوَقع على اسمعيل مِنْهُ هَيْبَة عَظِيمَة ودهشة وَبعد ذَلِك تكلم فِي خلاصه صَدره مير جمال الدّين الاصفهاني فَلم يقدم على قَتله ورده سالما الى منزله وَولد فِي تبريز الشَّيْخ ابو سعيد الْمَزْبُور وَقَالَ فِي تَارِيخ وِلَادَته جمال الدّين المسفور (شعر فَارسي)
هشتم دي قعده نهصد وبيست ... متولد بساعة خير سِتّ
بوسعيدي ماكه داد خدا ... ثَانِي بو سعيد بو الْخَيْر سِتّ ...
فَلَمَّا شب ودب وَبلغ ابان الطّلب قرا على الْعلمَاء الاعلام وفضلاء الاعجام مِنْهُم الْفَاضِل الْمَشْهُور مير غياث الدّين الْمَنْصُور الى ان بلغ مبلغ الرِّجَال وَشهد لَهُ اساتذته بِالْفَضْلِ والكمال وبالغوا فِي مدحه وثنائه وفرط ذكائه وَلما خرج منلا احْمَد الْقزْوِينِي الى بِلَاد الرّوم فِي صُورَة الْحَاج اراد الشَّيْخ ابو سعيدالخروج مَعَه فِي هَذِه الصُّورَة فحبسه طهماسب شاه وجبهه مَعَ عَم لَهُ وصادرهما بِعشْرَة آلَاف دِينَار ووكل بهما من يقبض مِنْهُمَا الْمبلغ المرقوم فوضعوا ايديهم على املاكه ورباعه وباعوها بارخص الاثمان وَسعوا فِي اتلافها بِقدر الامكان فَلم يبلغُوا الْمبلغ الْمَزْبُور فعرضوا الْقِصَّة على طهماسب فَأمر بتعذيبما بانواع الْعَذَاب وَلم يقصروا حَتَّى قطعُوا لحومهما بالكلاب وأطعموها قدر سنة للكلاب فرحمهما بعض من وكل بهما فسامح فِي الْحِفْظ والمراقبة فهرب الشَّيْخ ابو سعيد وَوصل الى اردبيل وخلص نَفسه من الْعَذَاب الوبيل فانه من دخل بهَا ينجو من اذاهم وان كَانَ من اكبر عداهم وَكَانَ عَمه شَيخا كَبِيرا فَلم يُمكنهُ الْهَرَب فَبَقيَ فِي ايديهم اسيرا وكسيرا وَقَرَأَ المرحوم فِيهَا ملى منلا حُسَيْن واشتغل عِنْده قدر