للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكرا انه فَتى مكن لَهُ فِي الارض واوتي من كل شَيْء سَببا قد سعى فِي الاقاليم والولايات الى ان بلغ سَعْيه الظُّلُمَات حَكِيم ظَهرت ينابيع الْحِكْمَة من قلبه على لِسَان اديب حَاز قصبات البلاغة ببديع بَيَانه نَبِي صَاحب كتاب وآيات قد اتى بالمعجرات والبينات حدث عَن مغيبات الانباء واجرى من اصبعه المَاء كَأَنَّهُ ذُو النُّون التقمه نون ونبذه بالعراء اَوْ يَعْقُوب يَدُوم على الانين والبكاء كَعْب الاحبار يحدث بأساطير الاولين ويخبر عَمَّا جرى على الْقُرُون الاقدمين مسود مَتى مَا بعد اهل المآثر تَنْعَقِد عَلَيْهِ الخناصر عَامل يرفع وَينصب للجر وَلَا يعْمل جزما اذا لحقه الْكسر هندي السَّاق دَقِيق اعجمي لكنه مُعرب ملاق حَتَّى اذا تحدث اطرق ويرشح الْحيَاء جَبينه بالعرق مثقب الحكم والعرفان تجْرِي مِنْهُ عينان نضاحتان فتق اللِّسَان لَا يقي عَن النَّاس فَاه وَلِهَذَا لَا يخلص عَن التَّفْرِيع قَفاهُ سبط البنان فِي الْكَرم شَدِيد بأسه وَلَا يَجِيء مِنْهُ بر الا ان تقطع رَأسه حسيب يتبلج السؤدد من جَبينه من اصحاب الْيمن قد اوتي كِتَابه بِيَمِينِهِ صَاحب لَبِيب وَكَاتب اديب مَا من علم الا وَله فِيهِ قدم راسخ وَمَا من رقْعَة من رقاع الاوهام الا وَهُوَ بمحققات توقيعاته لَهَا نَاسخ نقاش الا وان يصور النقوش الصينية على بسط الرّوم مدرس الزَّمَان قد صبغ يَده فِي جَمِيع الْعُلُوم اذا أنشأ وشى اذا عبر حبر ظلوم خرق استار الاسرار وسرق من خَزَائِن الافكار فَقبض واخذ بِالْيَمِينِ وتل للجبين وجزمت اطرافه وَقطع مِنْهُ الوتين اصم وَهُوَ يسمع الدُّعَاء ينْطق ويتحدث وَالْعجب ان رَأسه فِي المَاء ابكم قارىء معيد جَار صَامت وَلكنه كليم مكب على وَجهه مَعَ انه يمشي سويا على صِرَاط مُسْتَقِيم

وَمن كَلِمَاته اللطاف فِي وصف الصوارم والاسياف ملك فِي قَبضته الامور كَأَنَّهُ سفاح اَوْ تيمور وَهُوَ لسلم الْمُسلمين برهَان بساطع ولتبار الْكَافرين نَص قَاطع شُجَاع يقتحم العقبات جواد يفك الرقبات يهز عطفه فِي المهالك وَلَا يصرف وَجهه قطعا فِي المعارك بأسه شَدِيد لِسَانه حَدِيد آخذ الايدي معطي الايادي اقعس وائط لَا يُؤمن مِنْهُ الهلك والشطط امير يملك رِقَاب الْعباد شَدِيد الصولة

<<  <   >  >>