للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اختلس فرصا وصرفها الى التَّفْسِير الشريف وَقد اتى فِيهِ بِمَا لم تسمح بِهِ الاذهان وَلم تقرع بِهِ الاذان فَصدق الْمثل السائر كم ترك الاول للاخر وَسَماهُ بارشاد الْعقل السَّلِيم الى مزايا الْكتاب الْكَرِيم وَلما وصل مِنْهُ الى آخر سُورَة ص ورد التقاضي من طرف السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان وَظهر كَمَال الرَّغْبَة والانتظار فَلم يُمكن التَّوَقُّف والفرار فبيض الْمَوْجُود وارسله الى الْبَاب العالي جَامع اشتات المحاسن والمعالي لصهره الْمولى مُحَمَّد المشتهر بِابْن الْمَعْلُول فقابله السُّلْطَان بِحسن الْقبُول وانعم عَلَيْهِ بِمَا انْعمْ وَزَاد فِي وظيفته كل يَوْم خَمْسمِائَة دِرْهَم وَقَالَ فِي تَارِيخه مُحَمَّد المشتهر بالمنشي ... ان سُلْطَان سَرِير اللسن ... حفه الله بِسَعْد راكز

ابرز الْيَوْم لنا تَفْسِيره ... باسه كل اريب رائز

بَحر علم زاخر امواجه ... قد علت كل لَبِيب فائز

كَيفَ يطرى وجلاياه لقد ... سحرت كل اديب راجز

اذ وعى ذَاك امام الامة ... قد حباه بحباء ناجز

هام للْملك عمادا يعتني ... شاطبا كل غوى ناخز

المنشيء قل تَارِيخه ... باح تَفْسِير كَلَام معجز ...

وَبعد ذَلِك تيَسّر لَهُ الختام ورتبة بالكمال والتمام وَقد ارسله الى السُّلْطَان ثَانِيًا بعد اتمامه فقابله السُّلْطَان بمزيد لطفه وانعامه وَزَاد فِي وظيفته مائَة اخرى سوى مَا قدر لَهُ وأجرى وَلما ارْتبط بِهِ الْمولى حسن بك وَهُوَ من خدام الْوَزير الاعظم رستم باشا قَرَأَ عَلَيْهِ دروسا من الْكَشَّاف من اول سُورَة الْفَتْح فَكتب رَحمَه الله حَوَاشِي على الْكتاب الْمَزْبُور مَعَ قلَّة الاسفار وَكَثْرَة الاسفار حَيْثُ كَانَ المرحوم يَوْمئِذٍ قَاضِيا بالعسكر فَخرج مَعَ السُّلْطَان فِيمَن حضر السّفر فتقبلوا فِي الْبِلَاد ونازلا قلعة بلغراد وَلما وَقع الْخلاف بَينه وَبَين الْمولى مُحَمَّد المشتهر بجوي زَاده فِي جَوَاز وقف النُّقُود الَّذِي شاع فِي هَذِه الديار وَجرى عَلَيْهِ التَّعَامُل فِي تِلْكَ الأقطار كتب رَحمَه الله رِسَالَة يُحَقّق فِيهَا جَوَازه وَأكْثر من

<<  <   >  >>