وَهَذِه قصيدة طَوِيلَة تنيف على تسعين بَيْتا وَله مُشِيرا الى تعلق النَّفس الانساني بِالْعلمِ الجسماني ... طَال الثواء بدارة الهجران ... مثوى الكروب قرارة الاشجان
معمورة اللأواء معترك الردى ... مأوى الخطوب غيابة الاحزان
يَا حيرة لغريب القاه النَّوَى ... فِي مهمه ناء عَن الْعمرَان
شط المزار عَن الأخلة وانقضى ... زمن اتِّصَال الاهل والاوطان
قد كَانَ من مَلأ علت اقدارهم ... ومكانهم قد فاق كل مَكَان
مَا ان يحد جهاتهم بمحدد ... كلا وَلَا اوقاتهم بِزَمَان
تبدو ضمائرهم بِغَيْر مترجم ... يجْرِي تحاورهم بِغَيْر لِسَان
بَينا يسير على بلهنية من ال ... عَيْش الرغيد بروضة الرضْوَان
يختال فِي حلل الْكَرَامَة زاهيا ... مستنزها فِي ساحة السيجان
اذ ناله مَا لم يمر بِبَالِهِ ... وبد اله مَا لَيْسَ فِي الحسبان
فَجرى عَلَيْهِ يراعة التَّقْدِير بَال ... أَمر الْمُقدر ايما جَرَيَان
فهوى بمهواة العناصر بَغْتَة ... فَكَأَنَّمَا يرْمى بِهِ الرجوان
نأت الديار عَن الاهالي والذرا ... وتجاورت باسافل وأداني
طورا يفارقهم وَلَيْسَ مفارقا ... حينا يدانيهم وَلَيْسَ بداني
يَوْمًا يعاديهم بِمُوجب طبعه ... وقتا يؤانسهم بِحكم قرَان
فاعتادهم بعد اللتيا وَالَّتِي ... وسرى اليه خَلِيقَة الْجِيرَان
قد خولطت انواره بغايهب ... واسود شعلة ناره بِدُخَان
تبدو شوارقها لَدَيْهِ تلألؤا ... ايماض برق فاتر اللمعان
يَا حائرا فِي امْرَهْ مَالِي مَتى ... تجثو بدار مذلة وهوان
حتام ترتع فِي مراتع غَفلَة ... والام تسلك مَسْلَك الخسران
فَكَأَن قَلْبك فِي جناحي طَائِر ... بَادِي التقلب دَائِم الخفقان
مَا زلت تبغي مطلبا عَن مطلب ... وَتحل فِي مغنى عقيب مغاني
اَوْ مَا كفى مَا قد بلغت من المنى ... قدكان مَا فِي كَانَ