.. من شقّ انهارها وعمرها ... وَمن لَهُ حفرت جداولها
قل للمصانع ايْنَ صانعها ... وللافاعيل ايْنَ فاعلها
وسل قصورا عفت مراسمها ... وظلت ايدي البلى تزاولها
وقدتصدى لنسخ آيتها ... حكم الزبُور وَمَا يقابلها
تجبك فِيمَا سَأَلت معربة ... عَن الشؤون الَّتِي تحاولها
تروي احاديث أمة سلفت ... رِوَايَة لَا يرد قَائِلهَا
عبارَة عبقرية عريت ... عَن الْحُرُوف وَمَا يشاكلها
على طراز يكَاد تفهمه ال ... امة مجنونها وعاقلها
قائلة وَهِي فِي مقالتها ... محقة لَا يظنّ باطلها
كم من مُلُوك علت ارائكها ... بعزة لَا يذل نائلها
ودولة لَا ترام شامخة ... وحشمة لَا يضام واصلها
دَانَتْ لَهُم كل امة وغدت ... ترهب من بأسها قبائلها
يخَاف بطشتها مرازبها ... يهاب سطوتها اماثلها
لم يبْق فِي الْملك من يعارضها ... وَلَا على الارض من يعادلها
تشرفت باسمهم منابرها ... وازينت مِنْهُم محافلها
امْتَلَأَ الارض من كتائبهم ... فَلم يسع بحرها وساحلها
الى خزائنهم وسدتهم ... تجبى عوائدها وحاصلها
فَبَيْنَمَا هم على بلهينة ... ونعمة لَا يخيب آملها
اصابهم مَا أَصَابَهُم فَغَدوْا ... فِي هوة لَا يريم نازلها
نابتهم النائبات فانقلبوا ... الى ديار خلت منازلها
مفازة لَا يفوز سالكها ... طَريقَة لَا يؤوب سابلها
لم ادر هَل صدهم صوارفها ... عَن ذَاك ام غالهم غوائلها
بلَى اناخت بهم نوائبها ... ثمَّ احلت بهم كلاكلها
فَمَا لَهُم نَاصِر يخلصهم ... وَلَا لَهُم عَسْكَر يقابلها
لَا تحسب الارض بعد بَاقِيَة ... يَد العجاريف لَا تداخلها ...