.. قد خَاضَ فِي بَحر الْبَقَاء وشب ني ... ران الجوى فِي مهجة الاحباب
نبذ الْجَمِيع وَرَاءه فَكَأَنَّهُ ... شمس تَوَارَتْ فِي الضُّحَى بسحاب
بَكت الصخور مبوته فلأجله ... جرت الْعُيُون من الفلا وشعاب
ولفقده شهب السَّمَاء تلهبت ... نَارا ودمع السحب فِي تسكاب
والرعد مُضْطَرب الحشا متلهف ... والبرق من ذَا فِي لظى ولهاب
وَاللَّيْل قد لبس السوَاد ونجمه ... فقد الهجوع مسْهر الاهداب
قد كنت بحرا للشريعة لم تزل ... تلقى لنادر الْكَلَام عُجاب
مَا الْعلم الا مَا حويت حَقِيقَة ... وعلوم غَيْرك فِي الفلا كسراب
ذَا مَا جد قدرا جلالة قدره ... لَا يُسْتَطَاع بَيَانهَا بِكِتَاب
هَذَا هُوَ الشَّمْس الْمُنِير بنوره ... خسف البدور وَزَالَ كل شهَاب
كم قد أرانا من سَمَاء كَلَامه ... نجم الْهدى فِي اوج افق صَوَاب
اني الأقسم لَو تضوع لَفظه ... انفت صُدُور الغانيات اناب
يَا من بفقد حَيَاته ووجوده ... امست قُصُور الْفضل شَرّ يباب
امسيت جارا للكريم وجاره ... فِي جنَّة وَمَكَارِم وشراب
لَا جَار من افضوا الى سبل الْهوى ... وتشبثوا فِي غيهب بصعاب
هَيْهَات للافلاك ياتي مثله ... وَلَو انها دارت مدى الاحقاب
يُرْجَى لَهُ عِنْد الاله بطول مَا ... خدم الورى زلفى وَحسن مآب
يَا رب روح روحه بسعادة ... وكرامة فِي جنَّة وثواب ...
هَذَا آخر مَا وَقع من وفيات اولئك الاعيان فِي دولة السُّلْطَان سليم خَان ابْن السُّلْطَان سُلَيْمَان وقدانقضت ايام دولته الباهرة واعوام غرته الزاهرة فِي اوائل رَمَضَان من شهور سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة وَقد وَقع جُلُوسه على سَرِير الْملك فِي اوائل ربيع الاول سنة ارْبَعْ وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَفِي ايامه انْقَطَعت الْحَرْب والفتن بَين الْعَرَب وَالروم فِي بِلَاد الْيمن وَسلم زمامها اليه والقيت مقاليدها لَدَيْهِ ودانت الاقيال بسطوته وخضعت الاشراف عِنْد سرادقات هيبته على مَا انبأ عَلَيْهِ مفصلا فِي كِتَابه الْمُسَمّى بنادرة الزَّمن فِي تَارِيخ الْيمن وَقد رام فتح