للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْموضع وتسير فتحهَا بِسَبَب ذَلِك الرجل فامعنت انا وَبَعض رُفَقَائِي فِي ذَلِك الرجل فاذا هُوَ الشَّيْخ عَلَاء الدّين فَلم يشك انه من جملَة من سَافر الى هَذِه الْغَزْوَة وَحضر فتح القلعة وتعجبنا من عدم رُؤْيَته فِي اثناء الطَّرِيق قَالَ الشَّيْخ رَحمَه الله لما خلوت مَعَ وَالِدي سَأَلته عَن حَقِيقَة الامر وابرمت عَلَيْهِ كشف هَذَا السِّرّ فَمَا زَاد على ان يَقُول يعرفهُ من يصل الى هَذِه الرُّتْبَة وستقف ان شَاءَ الله تَعَالَى عِنْد بلوغك هَذِه الرُّتْبَة بلغنَا الله واياكم الى الْمَرَاتِب الْعلية وافاض علينا من سِجَال الطافه الْخفية والجلية واما الشَّيْخ عبد الرحيم المؤيدي فَكَانَ اوحد زَمَانه وفريد عصره واوانه من الَّذين فازوا بالقدح الْمُعَلَّى وحازوا المنصب الاوفر والحظ الاعلى وَكَانَ رَحمَه الله فِي اوائل امْرَهْ من طلبة الْعلم الشريف وَحصل من الْعلم والادب مَا يبتهج بأمثاله وينسج على منواله وَصَارَ ملازما من الْمولى المشتهر بخطيب زادة ثمَّ قلد إِبْرَاهِيم الرواس بِمَدِينَة قسطنطينية ثمَّ اتّفق انه اتَّصل بالشيخ محيي الدّين السَّابِق ذكره وَتزَوج ابْنَته وَظهر فِيهِ مخايل الزّهْد والورع بَينا هُوَ فِي ذَلِك اذ عرض لَهُ بعض الامراض الهائلة وَاشْتَدَّ الى ان اشرف على الْمَوْت وَلما ايس من صِحَّته قَالَ لزوجته بنت الشَّيْخ المسفور هَل لَك ان تروحي الى ابيك وتقولي لَهُ عني اني ايست من الْحَيَاة وَلم يبْق لي بعد ذَلِك رَجَاء السَّلامَة وَهَا انا اموت خَالِيا عَن الْعرْفَان واذهب غَرِيبا عَن الاهل والاوطان وَهل لَا يُمكن الاحسان الي بِقدر الامكان فَقَامَتْ وَذَهَبت الى ابيها الشَّيْخ وبكت عِنْده واخبرت بِمَا قَالَه فَقَامَ الشَّيْخ وَذهب الى زَوجهَا وَمَعَهُ عدَّة من اصحابه وَفِيهِمْ الشَّيْخ عَلَاء الدّين وَالِد شَيخنَا الشَّيْخ مصلح الدّين فَلَمَّا دخلُوا الْبَيْت جلس الشَّيْخ عِنْد فرَاشه وعاده واستخبر عَن حَاله فَأَعَادَ عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد الرحيم مَا قَالَه أَولا وأفرط فِي التضرع والابرام وَنِعما قيل الابرام يحصل المرام فرق لَهُ الشَّيْخ فَأَوْمأ الى بعض الْحَاضِرين بِأَن يوضئوا الشَّيْخ عبد الرحيم فوضؤه ثمَّ قَالَ اجلسوه الى الْقبْلَة وَقَالَ للشَّيْخ عَلَاء الدّين اجْلِسْ انت خَلفه وامسكه واضممه اليك ثمَّ قَامَ

<<  <   >  >>