.. لبثنا ثلث تسع فِي بروسا ... على نعمى بِلَا هم وبوسى
وَمَا بتنا بهَا لَيْلًا عماسا ... وَلم نصبح بهَا يَوْمًا عبوسا
اهاليها كرام النَّاس خلقا ... فَلم نصحب بهَا يَوْمًا شموسا
وصادفناهم احلى مقَالا ... وَلم نر فيهم خبا عموسا
وَمَا ذكرانهم الا تَمام ... وَمَا النسوان الاعيطموسا
رايناهم اشدالناس حبا ... لاهل الْعلم راسا اَوْ مسوسا
على مَاء الْحَيَاة بهَا مصيف ... فَلَا يَشكونَ فِي الصَّيف الشموسا
فَلَو كَانَ الْبِلَاد بني ابينا ... لكَانَتْ هَذِه فيهم عروسا
اعذهم يَا الهي من شرور ... وَمن جور وطيبهم نفوسا ... كأنا مَا لبثنا غير يَوْم ... لبثنا ثلث تسع فِي بروسا ...
وَله فِي تَسْلِيَة الاخوان المبتلين بالهم والخسران ... فَلَا تضجر ايا خلي ... عَليّ قل وَلَا كثر
وَلَا تغتم يَا مثلي
على ربح وَلَا خسر
فان الدَّهْر لَا يبْقى ... على عسر وَلَا يسر
فكم شاهدت من فَازَ ... باعناق من السّير
وَكم ادركت إدراكا ... وانضجاجا من الْبُسْر ... فَقل بِالصبرِ يَا صَاح ... الى زهوك باليسر
فان الصَّبْر مِفْتَاح ... لما لم يات بالقسر ...
وَله فِي زمن كثر فِيهِ الاعتناء بالشعراء فَوق الْعلمَاء ... لقد جَار الزَّمَان على بنيه ... عَلَيْهِم ضَاقَ بالرحب الْبِقَاع
ترى الاشعار فِي الاسعار أغْلى ... وَعلم الشَّرْع اكسد مَا يُبَاع
فقد جَازَت جوائزهم عقودا ... وغايتها خماس بل رباع
وَكم من شَاعِر امسى ذليلا ... لقد اضحى لَهُ امْر مُطَاع
وَذي فضل يُنَادي فِي الْبَوَادِي ... اضاعوني واي فَتى اضاعوا ...