للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقفات مع جماعة التبليغ في بعض وسائلها]

النفر في سبيل الله: يقصدون بهذا ما اعتادوه للخروج، يخرجون إلى مختلف البلاد ومعهم العامة من الناس، فدعوتهم قائمة على الصفات الست، التي ذكرها المؤلف في أول الرسالة، وما فيها شيء من الكلام إلا هذه الأخيرة، فقال: قال الله تبارك وتعالى: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة:١٢٢] هذه الآية مناسبة للموضوع وهو الخروج في سبيل تعلم العلم وتعليمه، لكن انظر فيما بعد، عطف على الآية السابقة فقال: وقال أيضاً: {إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ} [التوبة:٣٩] هذه الآية لا علاقة لها بهذا العنوان، فالعنوان: النفير في سبيل -كما قلنا- طلب العلم، وهذا هو الذي يقصدونه كما سيأتي في تمام كلامه، أما الآية الثانية فإنما هو النفير في الجهاد في سبيل الله حينما يأتي الكفار ويهاجمون البلاد الإسلامية، فحين ذاك يجب على كل مسلم يستطيع أن يحمل السلاح أن يخرج في سبيل الله عز وجل، فحملوا آية الجهاد الذي هو فرض عين، على آية الخروج في سبيل طلب العلم الذي هو فرض كفاية، وطلب العلم ليس فرض عين، والآية الأولى التي ذكرها صريحة في ذلك؛ لأنها قالت: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} [التوبة:١٢٢] ليس كلهم، بينما الآية الثانية التي هي الخروج في سبيل الله قال: {إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [التوبة:٣٩] أي جميعاً.