مُعَاوِيَة خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ ألفا ثمَّ تداعيا إِلَى الْحُكُومَة فَحكم عَليّ وَأهل الْكُوفَة أَبَا مُوسَى الأشعرى وَحكم مُعَاوِيَة وَأهل الشَّام عَمْرو بن الْعَاصِ وَاجْتمعَ الحكمان بدومة الجندل واتفقا على أَن يخلعا عليا وَمُعَاوِيَة ويختارا للْمُسلمين خَليفَة يرضونه لمكيدة كادها عَمْرو (٢٩ أ) ثمَّ تقدما إِلَى النَّاس فَبَدَأَ أَبُو مُوسَى فَخلع عليا فَقَالَ عَمْرو وَأَنا قد أثبت مُعَاوِيَة على الْخلَافَة فرضى أهل الشَّام وَامْتنع أهل الْعرَاق وَخَرجُوا على عَليّ فسموا الْخَوَارِج ثمَّ عَاد عَليّ لقتالهم فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ ثمَّ لم يزل مَعَهم فِي حَرْب إِلَى أَن قَتله ابْن ملجم على مَا تقدم ذكره وَلم يحجّ عَليّ رضى الله عَنهُ فس شَيْء من خِلَافَته لاشتغاله بِالْحَرْبِ
ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته
كَانَ عَليّ مصر أَبُو يحيى العامرى فتوفى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فولى مَكَانَهُ قيس بن سعد بن عبَادَة الخزرجي ثمَّ عَزله وَولى مَالك بن الْحَارِث الأشتر وَكتب لَهُ بذلك عهدا فَسَار حَتَّى بلغ القلزم فسم فس عسل شربه فَمَاتَ فولاها