من الْعرَاق بقتل المستعصم وَكَانَ بَدْء مبايعة السفاح أول خلفائهم بِالْكُوفَةِ على مَا تقدم ثمَّ بنى بعد ذَلِك بالأنبار مَدِينَة وسماها الهاشمية ونزلها فَلَمَّا ولى أَخُوهُ أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور الْخلَافَة بعده بنى بَغْدَاد وسكنها وَصَارَت منزلا لخلفاء بنى الْعَبَّاس بعده إِلَى حِين قتل المستعصم
المقرة الرَّابِعَة
الديار المصرية
وَهِي الْآن دَار الْخلَافَة وَقد تقدم أَن أول من بُويِعَ بهَا مِنْهُم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الظَّاهِر بِاللَّه بن النَّاصِر لدين الله وَقد تقدم أَنه توجه إِلَى بَغْدَاد لقِتَال التتر فَقتل ثمَّ الْحَاكِم بِأَمْر الله ابو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحُسَيْن جد الْخُلَفَاء بهَا الْآن وَقد تقدم أَن الْأَشْرَاف خَلِيل بن الْمَنْصُور قلاوون أسْكنهُ الْكَبْش بِخَط الْجَامِع الطولونى ثمَّ صَارَت مساكنهم على الْقرب من المشهد النفيسى وهم على ذَلِك إِلَى الْآن
وَأما مَا انطوت عَلَيْهِ الْخلَافَة من الممالك فَإِن حكمهَا