أَبى الْقَاسِم عبد الله الثَّالِث وَالْعِشْرين من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق بُويِعَ لَهُ بالخلافة يَوْم موت أَبِيه فِي شهور سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة وبقى حَتَّى توفى بِمَدِينَة قوص فِي الْعشْر الآخر من شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة فَكَانَت خِلَافَته نَحْو تسع وَثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ لَهُ من الْأَوْلَاد الْحَاكِم بِأَمْر الله الآتى ذكره
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
لما بُويِعَ بالخلافة اسْتَقر على مَا كَانَ عَلَيْهِ أَبوهُ الْحَاكِم من الرّكُوب وَالنُّزُول وركوب الميادين مَعَ السُّلْطَان إِلَى أَن أُعِيد السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون إِلَى السلطنة الْمرة الثَّانِيَة بعد خلع الْملك المظفر بيبرس الجاشنكير فِي شهور سنة تسع وَسَبْعمائة فَحصل عِنْد السُّلْطَان مِنْهُ وَحْشَة فجهزه إِلَى مَدِينَة قوص بصعيد مصر الْأَعْلَى ليقيم بهَا فبقى فِيهَا بَقِيَّة مُدَّة خلافتة وعهد بالخلافة إِلَى ابْنه الْحَاكِم بِأَمْر الله أَحْمد بن أَبى الرّبيع سُلَيْمَان وَثَبت على الْحَاكِم بقوص بعد أَن أشهد عَلَيْهِ فِيهِ أَرْبَعِينَ شَاهدا