وبقى حَتَّى توفى فِي خلَافَة الْمُطِيع لَيْلَة الْجُمُعَة لثلاث خلون من جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وعمره اثْنَتَانِ وَخَمْسُونَ سنة وَدفن فِي دَار ابْن طَاهِر وَكَانَ لَهُ من الْأَوْلَاد أَبُو الْفضل وَعبد الصَّمد وَأَبُو الْقَاسِم وَعبد الْعَزِيز وَهُوَ ولى عَهده
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
لما ولى الْخلَافَة صادر جمَاعَة من أُمَّهَات أَوْلَاد المقتدر وَأَوْلَاده وَضرب أم المقتدر وعلقها بِرَجُل وَاحِدَة يقررها على المَال وَكَانَت مَرِيضَة بالاستسقاء فَمَاتَتْ بعد عشْرين يَوْمًا ثمَّ قتل النوبختى الذى أَشَارَ بولايته وَقتل مؤنسا وَلما قَتلهمْ لقب نَفسه القاهر بِاللَّه المنتقم من أَعدَاء الله لدين الله وَضرب ذَلِك على الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم
وَلما ولى الْخلَافَة سير ركب الحجيج من الْعرَاق إِلَى مَكَّة بعد أَن كَانَ تعطل الْحَج فِي سنة عشْرين وثلاثمائة فحج بِالنَّاسِ أميره فِي تِلْكَ السّنة ثمَّ انْقَطع الْحَج من الْعرَاق إِلَى أَن صُولِحَتْ القرامطة على مَال يُؤَدِّيه الحجيج إِلَيْهِم فِي سنة سبع وَعشْرين وثلاثمائة فِي أَيَّام الراضى