وَذَلِكَ أَن بنى الْعَبَّاس عِنْد استيلائهم على الْأَمر وانتقال الْخلَافَة إِلَيْهِم تتبعوا بنى أُميَّة بِالْقَتْلِ فهرب عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان وَسَار حَتَّى دخل الأندلس فَعرف بالداخل لذَلِك ودعا إِلَى نَفسه بالخلافة هُنَاكَ وَاسْتولى على مَا كَانَ بيد الْمُسلمين من الأندلس فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة من الْهِجْرَة وقصده بَنو أُميَّة من الْمشرق والتجؤوا إِلَيْهِ وَتوفى فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة وَملك بعده ابْنه هِشَام واستخلف بعده ابْنه الحكم ابْنه عبد الرَّحْمَن وَملك بعده ابْنه مُحَمَّد وَملك بعده ابْنه الْمُنْذر وَملك بعده أَخُوهُ عبد الله وَملك بعده ابْن ابْنه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله وتلقب بالناصر وخوطب بأمير الْمُؤمنِينَ بعد أَن مضى من خِلَافَته تسع وَعِشْرُونَ سنة وَهُوَ أول من تلقب مِنْهُم بألقاب الْخلَافَة ودعى بامير الْمُؤمنِينَ وَكَانُوا قبل ذَلِك يخاطبون بالإمارة خَاصَّة وَولى الْأَمر بعده ابْنه الحكم وتلقب