هَذَا عهد من أبي بكر خَليفَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لفُلَان حِين بَعثه لقِتَال من رَجَعَ عَن الْإِسْلَام عهد إِلَيْهِ أَن يتقى الله تَعَالَى مَا اسْتَطَاعَ فِي أمره كُله وسره وجهره
وَأمره بالجد فِي أَمر الله تَعَالَى ومجاهدة من تولى عَنهُ وَرجع من الْإِسْلَام إِلَى أماني الشَّيْطَان بعد أَن يعْذر إِلَيْهِم فيدعوهم بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام فَإِن أجابوه أمسك عَنْهُم وَإِن لم يُجِيبُوهُ شن غارته عَلَيْهِم ويعطيهم الَّذِي لَهُم وَلَا ينظرهم وَلَا يرد الْمُسلمين عَن قتال عدوهم فَمن أجَاب إِلَى أَمر الله عز وَجل وَأقر لَهُ قبل ذَلِك مِنْهُ وأعانه عَلَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ وَإِنَّمَا يُقَاتل من كفر بِاللَّه على الْإِقْرَار بِمَا جَاءَ من عِنْد الله فَإِذا أجَاب الدعْوَة لم يكن لَهُ عَلَيْهِ سَبِيل وَكَانَ الله حَسبه فِيمَا استسر بِهِ وَمن لم يجب إِلَى دَاعِيَة الله قوتل حَيْثُ كَانَ وَحَيْثُ بلغ مراغمه لَا يقبل الله من أحد شَيْئا أعطَاهُ إِلَّا الْإِسْلَام فَمن أَجَابَهُ وَأقر بِهِ قبل مِنْهُ