فَلَمَّا تولى طَاهِر بن الْحُسَيْن خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر أقرهم على هَذِه الْأَعْمَال ثمَّ مَاتَ نوح بن أَسد بسمرقند وَمَات بعده إلْيَاس بهراة وَاسْتقر على عمله ابْنه مُحَمَّد بن إلْيَاس وَكَانَ لِأَحْمَد بن أَسد سَبْعَة بَنِينَ وهم نصر وَيَعْقُوب وَيحيى وَأسد وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق وَحميد ثمَّ مَاتَ أَحْمد بفرغانة واستخلف ابْنه نصرا على أَعماله وَكَانَ إِسْمَاعِيل بن أَحْمد يخْدم أَخَاهُ نصرا فولاه نصر بُخَارى فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ إِسْمَاعِيل رجلا خيرا يحب أهل الْعلم ويكرمهم فَمن ثمَّ دَامَ ملكه وَملك أَوْلَاده ووطالت مدتهم
وَكَانَ الْيمن بيد بنى زِيَاد
وَكَانَ على إفريقية مُحَمَّد أَبُو الغرانيق من بنى الْأَغْلَب فتوفى فِي منتصف سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ بعد أَن عهد لِابْنِهِ أبي عقال فَحمل أهل القيروان إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أخي أبي الغرانيق على الْولَايَة لحسن سيرته فَامْتنعَ ثمَّ أجَاب بِالْأَمر أحسن قيام وقمع أهل الْفساد وَبنى الْحُصُون والمحارس بساحل الْبَحْر حَتَّى كَانَت النَّار توقد فِي سَاحل سبتة للإنذار بالعدو فيتصل إيقادها بالإسكندرية