عبد الْمُؤمن فوصل إِلَى تونس فِي ذى الْقعدَة من السّنة الْمَذْكُورَة فَنزل بقصيتها ورتب الْأُمُور وبقى حَتَّى مَاتَ بتونس سنة عشْرين وسِتمِائَة وَمَات الْمُسْتَنْصر الْمُقدم ذكره وَصَارَ الْأَمر بعده لعبد الْوَاحِد المخلوع بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن فولى على إفريقية أَبَا زيد بن أَبى العلى فبقى بهَا إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر
وَكَانَ الغرب الْأَوْسَط والغرب الْأَقْصَى وَمَا بقى مَعَ الْمُسلمين من الأندلس بيد أَبى يَعْقُوب يُوسُف بن عبد الْمُؤمن أَيْضا فبقى بِيَدِهِ حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَملك بعده ابْنه يَعْقُوب بن يُوسُف عقب وَفَاته بإشبيلية من الإندلس وتلقب بالمنصور وَاسْتولى على مَا كَانَ بيد أَبِيه من الممالك وَمَات بالأندلس سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَولى بعده ابْنه مُحَمَّد وتلقب بالناصر لدين الله وَرجع إِلَى بِلَاد الْمغرب وبقى حَتَّى مَاتَ فِي مراكش فِي شعْبَان سنة تسع وسِتمِائَة وَولى ابْنه يُوسُف بن مُحَمَّد سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة ولقب الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر