عبد المؤمن فاستبد بِالْأَمر عَلَيْهِم وتحلى بحلية الْملك وَجرى على مرتبته وَلم يبْق عَلَيْهِم غير الدُّعَاء على المنابر ثمَّ غلب أَبُو زَكَرِيَّا سُلْطَان الحفصيين بإفريقية على تلمسان وفوض أمرهَا ليغمراسن فبقى الى مَا بعد خلَافَة المستعصم
وَكَانَ الغرب الْأَقْصَى وإشبيلية وَمَا مَعهَا من الأندلس بيد المعتضد بِاللَّه ابو الْحسن على بن إِدْرِيس من بني عبد الْمُؤمن من الْمُوَحِّدين فَسَار الى تلمسان فَمَاتَ بهَا فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وفيهَا استولت الفرنج على إشبيلية من الأندلس ثمَّ اجْتمع الموحدون على بيعَة ابي حَفْص عمر بن ابي إِسْحَاق بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن فَبَايعُوهُ ولقبوه المرتضى وَكَانَ بسلا فَقدم الى مراكش وَأقَام بهَا وَفِي أَيَّامه استولى ابو يحيى بن عبد الْحق المريني على مَدِينَة فاس سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة واستقرت فِيهَا قدمه وَقدم بنيه الى الْآن ثمَّ خرج على المرتضى الْقَائِد أَبُو الْعلَا الملقب بِأبي دبوس بن ابي عبد الله مُحَمَّد بن ابي حَفْص بن عبد الْمُؤمن وَاجْتمعَ عَلَيْهِ جموع الْمُوَحِّدين وَقصد مراكش وَبهَا المرتضى فغلبه عَلَيْهَا وفر المرتضى إِلَى أزمور فَقبض عَلَيْهِ واليها واعتقله بهَا الى