هُوَ الَّذِي جمع شُرُوطهَا فوفاها وأحاط مِنْهَا بِصِفَات الْكَمَال واستوفاها ورامت بِهِ ادنى مراتبها فبلغت بِهِ الى اغياها وتسور الى معاليها فرقى الى اعلاها واتحد بهَا فَكَانَ معنى صورتهَا ومغناها وَكَانَت الْإِمَامَة قد تأيمت مِمَّن يقوم بأعبائها وعزت خطابها لقلَّة أكفائها فَلم تلف لَهَا بعلا تطلبه يكون لَهَا قرينا وَلَا كفوا تخطبه يكون لَدَيْهَا مكينا إِلَّا الإِمَام الْفُلَانِيّ الْمشَار اليه فدعَتْ لخطبتها وَهِي بنت عرسه {وراودته الَّتِي هُوَ فِي بَيتهَا عَن نَفسه} فَأجَاب خطبتها ولبى دعوتها لتحققه رغبتها اليه وَعلمه بِوُجُوب إجابتها عَلَيْهِ إِذْ هُوَ شبلها النَّاشِئ بغابها وغيثها المستمطر من سحابها بل هُوَ اسدها الهصور وقطب فلكها الَّذِي عَلَيْهِ تَدور ومعقلها الأمنع الْحصين وعقدها الْأَنْفس الثمين وفارسها الأروع وليثها الشهير وَابْن بجدتها الساقطة مِنْهُ على الْخَبِير وتلادها الْعَلِيم بأحوالها والجدير بِمَعْرِِفَة أقوالها وأفعالها وترجمانها الْمُتَكَلّم بلسانها وعالمها المتفنن فِي افنانها وطبيبها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute