ومسألته إلهامه مَا فِيهِ رِضَاهُ وطاعته فِي ليله ونهاره ومعملا فِي طلبه والتماسه من اهل بَيته من ولد عبد الله بن الْعَبَّاس وعَلى بن ابي طَالب فكره وَنَظره مُقْتَصرا مِمَّن علم حَاله ومذهبه مِنْهُم على علمه وبالغا فِي المسأله عَمَّن خفى عَلَيْهِ امْرَهْ جهده وطاقته حَتَّى استقصى امورهم بمعرفته وابتلى اخبارهم مشاهده وكشف مَا عِنْدهم مساءلة فَكَانَت خيرته بعد استخارته لله واجهاده نَفسه فِي قَضَاء حَقه وبلاده من الْبَيْتَيْنِ جَمِيعًا على بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن على بن الْحُسَيْن بن على بن أَبى طَالب لما راى فَضله البارع وَعَمله الناصع وورعه الظَّاهِر وزهده الْخَالِص وتخليه من الدُّنْيَا وتسلمه من النَّاس وَقد استبان لَهُ مَا لم تزل الْأَخْبَار عَلَيْهِ متواطئة والألسن عَلَيْهِ متفقة والكلمة فِيهِ جَامِعَة وَلما لم يزل يعرفهُ بِهِ من الْفضل يافعا وناشئا وحدثا ومكتهلا فَقعدَ لَهُ بالعهد بالخلافة إيثارا لله وَالدّين ونظرا للْمُسلمين